ما إن انتهى عيد الفطر عندنا حتى بدأ الكثير من الأطفال الصغار يستعدّون لاستقبال عام دراسي جديد بكلّ ما تعنيه هذه الاستعدادات من ترقّب وخوف، وتزيد حدّة هذه المشاعر بالنّسبة للطفل الذي سيتوجّه إلى المدرسة لأوّل مرّة، ممّا يعدّ تغييرا بالنّسبة للأسرة بكاملها ويؤثّر عليها، وسيكون أزيد من 270 ألف طفل جزائري بداية من اليوم على موعد مع المدرسة لأوّل مرّة، وهو ما يضع عائلاتهم أمام تحدّيات خاصّة· ويمكن التخفيف من قلق التلاميذ الصغار وتجنّب الكثير من الضغوط والتوتّرات النّاتجة عن هذا التغيير الذي يطرأ على حياة الأسرة ببعض الخطوات، نذكر منها: - ترتكز الأسس المثالية لبداية جيّدة على خلق أجواء إيجابية للتلميذ الطفل، حسب ما يقول يواخيم كاليرت أستاذ تدريب مدرسي المرحلة الابتدائية بجامعة (لودفيج ماكسيميليان) في ميونيخ، في رأيه أن (الأطفال غالبا ما يفسّرون الذهاب إلى المدرسة على أنه تغيير كبير في حياتهم، إنهم ينظرون إلى هذا بمزيج من الفرح والتوتّر والفضول والآمال العظمى فبالنّسبة لهم تلك لحظة تظهر أنهم قد كبروا)· - من جهتهم، يتعيّن على الآباء دعم شعور أطفالهم بالفضول والرّغبة في اكتساب خبرات جديدة، وهناك مدارس كثيرة تقوم بتنظيم أمسيات وجولات تثقيفية لأولياء الأمور· - من المهمّ التحدّث في المنزل عمّا يمكن أن يتوقّعه طفلك حتى لا يشكّل صورة مسبقة وخاطئة عن المدرسة من دون علم· يقول كاليرت في هذا الصدد: (إذا كان الطفل يتخوّف من لقاء أطفال جدد أو مدرسهم، فقد يكون من الإيجابي تذكيرهم بالخبرات القديمة التي اكتسبوها من خلال التعامل مع الأطفال)· - يجب عليك بأيّ حال من الأحوال أن لا تجعل طفلك يشعر بأيّ مخاوف قد تكون لديك ومترسّبة بداخلك· يقول ألبرت ميندل من مركز كاريتاس للإرشاد التعليمي: (بعض الآباء ليس لديهم ذكريات طيّبة عن فترة دراستهم بالمدرسة، وأفضل شيء لهؤلاء هو أن يحتفظوا بأفكارهم لأنفسهم ولا يبوحوا بها لأطفالهم)· - من الأمور التي تجعل اليوم الأوّل في المدرسة تجربة سعيدة وسارّة مصاحبة ابنك إلى المدرسة· يقول هنريتشه شنايدر - بتري من اتحاد (جي أي دبليوم: للعمال: (في البداية يجب أن تختار الطريق الأكثر أمانا - وليس بالضرورة الأقصر -، وأن تجربه بنفسك)· اصطحب طفلك في نفس الطريق في مناسبات قليلة إمّا في بداية أو نهاية اليوم الدراسي· - عندما تحصل على قائمة الأدوات الدراسية التي سيحتاجها طفلك يجب أن تشرع بتغليفها· يقول كاليرت: (كلّ تلك الاستعدادات يمكن أن تساعد الطفل على أن يتطلّع إلى يوم كبير، وهي أيضا توفّر فرصا جيّدة للتحدّث مع طفلك أو أن تتصفّح كتابا مدرسيا معه)· - أكبر المشكلات التي تواجهها الأسر هي تغيير الرّوتين اليومي، فبعض الأطفال معتادون على السّهر. لكن كي يرتاح طفلك ويكون قادرا على التركيز في المدرسة، يجب أن ينام مبكّرا· وينصح ألبرت ميندل: (لا بأس أن تمارس الأسرة كلّها الإيقاع نفسه في الأيّام التي تسبق الدراسة)· - التأكّد من وجود شخص ما عندما يعود الطفل إلى البيت، فهذا مهمّ· يقول ميندل: (بعد حضور الطفل لحصصه الدراسية في عامه الأوّل بالمدرسة خصوصا تتكوّن لديه الكثير من الانطباعات الجديدة، لهذا يتعيّن أن يكون أحد الوالدين موجودا في البيت حتى يتمكّن الطفل من التحدّث إليه بكلّ ما مرّ به من تجربة وأحداث بالمدرسة)· - يحتاج الطفل الصغير إلى مَن يذكّره بالواجب المنزلي وضرورة التحضير له لليوم التالي، كما يجب على الأبوين أن يتأكّدا من أن تظلّ حقيبة المدرسة الخاصّة بالطفل مرتبة، فكلّ هذه أمور تشكّل شخصيته وتعامله مع المدرسة·