في سابقة هي الأولى من نوعها منذ ما يزيد على 200 عام، تفتح اليونان أبوابها لبناء أول مسجد في العاصمة أثينا بعد موافقة البرلمان اليوناني، أمس، على مشروع بنائه، وذلك استجابة لطلب قديم تقدمت به الجالية المسلمة هناك، حيث تعاني من افتقار البلاد إلى المساجد والمقابر الإسلامية. وبحسب صحيفة "الانباء" الكويتية أعلن مصدر حكومي أن مشروع بناء المسجد حظي بموافقة 198 نائبا من الوسط واليمين واليسار من أصل 300، ورفض 16 نائبا قوميا خلال التصويت الذي تم إجراؤه، أمس الأول، بما يُعدُّ إنجازا للجالية الإسلامية هناك بعد فشل آخر محاولاتها لبناء مسجد عام 2006، إذ استولت الكنيسة على الموقع المخصص وأقامت عليه كنيسة. وتم إدراج الرسم الهندسي للمسجد في مشروع قانون قدمه وزير البيئة، أمس الأول، لوضع حد للمباني غير القانونية، ومن المتوقع بناؤه على موقع قاعدة عسكرية يونانية سابقة في حي إيلايوناس. وتخلو المناطق اليونانية باستثناء منطقة تراقيا الحدودية شمال شرق اليونان، حيث يقيم مسلمون من أصول تركية- من أي مساجد أو مقابر أو أماكن مخصصة لدفن المسلمين، على الرغم من العدد المتنامي للمهاجرين المسلمين هناك خلال 15 سنة الماضية، بل كانوا مرغمين على استخدام عنابر مهجورة أو أماكن خاصة كأماكن عبادة وغالبا ما تتعرض لهجمات عنصرية. ويعيش في أثينا قرابة 200 ألف مسلم، وتعد العاصمة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي ظلت دون مسجد، حيث تعارض الكنيسة الأرثوذكسية بناء المساجد، حتى لا تتسم أي منطقة في البلاد بسمة إسلامية، فضلا عن تنظيم بعض المسيحيين، الذين يشكلون نحو 96% من السكان، مظاهرات ضد بناء المساجد.