طالبت جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة بتحرك عربي عاجل لإنقاذ مدينة القدس من خلال إطلاق دعوة لتبني رجال الأعمال والقطاع الخاص العربي تمويل المدينة في ظل عدم التزام الدول العربية بسداد حصصها لدعم القدس. جاء ذلك خلال الاجتماع المشترك للجامعة العربية والسلطة الوطنية الفلسطينية مع المنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات التمويل العربية الذي اختتم امس في مقر الجامعة العربية في إطار متابعة تنفيذ القرار الصادر عن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية بشأن دعم القدس. وطالبت جامعة الدول العربية بأن تستفيد مدينة القدس من مبادرة دعم وتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي التي أطلقتها القمة العربية الاقتصادية في الكويت عام 2009 وأن تقام شراكات عربية في مجالات دعم المشروعات الصغيرة تثبت المواطن المقدسي في مدينته وكذلك دعم القرى والتخوم الفلسطينية المحيطة بمدينة القدس. ووصف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة محمد صبيح الهجمة الصهيونية على القدس بأنها غير مسبوقة. مقترحًا استصدار فتوى تحث الناس على التبرع للمدينة، وأن يخصص جانب للحديث عن القدس في كل خطبة جمعة، وأن يتبرع موظفو الجامعة ب1% من رواتبهم من أجل القدس. ولفت سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة بركات الفرا الانتباه إلى أن هناك مخططًا استيطانيًا اسمه "عشرين عشرين" تسعى من خلاله "إسرائيل" لبناء 50 ألف وحدة استيطانية في القدس، مشيرًا إلى أن سلطات الكيان تخصص17 مليارًا ونصف المليار لتهويد المدينة، مما يستدعي من الأمة العربية أن تكون على قدر التحديات التي تواجهها القدس، وألا نتخلى عن المدينة والدفاع عنها. وطالبت المبادرة بتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في مجال حشد الدعم الدولي والعربي والإسلامي للضغط على المجتمع الدولي لإرغام "إسرائيل" على الحد من قيودها وممارساتها المخالفة للقانون الدولي التي تضعها أمام العمل التنموي في القدسالمحتلة. ونوهت الجامعة العربية بدور المؤسسات المالية والتنموية العربية والبنك الإسلامي للتنمية في دعم المشروعات التنموية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما في ذلك مدينة القدسالمحتلة، ويعول على هذه المؤسسات كثيرًا في دعم المشروعات الفلسطينية في القدسالمحتلة لما تمتلكه هذه المؤسسات من قدرات وإمكانات مادية تتيح لها السرعة في الإنجاز والمرونة في الحركة. وأكدت ضرورة الاستفادة من الإمكانات المتوافرة لدى مؤسسة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس لامتلاكها ترخيصًا وصلاحيات للعمل داخل القدس. وشددت على ضرورة توثيق التعاون القائم بين السلطة الفلسطينية ومنظمة اليونسكو عبر إبرام مذكرة تعاون بينهما لحماية التراث الثقافي والتاريخي في القدس، وذلك تحت مظلة جامعة الدول العربية، بحيث يتم من خلالها التدخل الوقائي قبل وقوع الاعتداء على التراث للمقدسات الفلسطينية، وكذلك المساهمة في ترميم وصيانة هذا التراث للحفاظ عليه. واختتم الاجتماع بقرار تم بموجبه تكليف الأمانة العامة ودولة فلسطين بصياغة ورقة من ثلاثة محاور للقمة الاقتصادية المقررة في السعودية عام 2013 والقمة العادية المقررة في بغداد في مارس 2012 ولمنظمات المجتمع المدني لدعم القدس.