تستقطب ولاية الشلف كل بداية فصل صيف وحلول موسم الحصاد والدرس أعدادا هائلة من البدو والرحل قادمين من مختلف الولايات السهبية الجنوبية ووجهتهم نحو المساحات الفلاحية المحصودة بحثا عن الكلأ من التبن والحشائش اليابسة. تستقطب هذه الأيام عدة بلديات من الولاية منها بوقادير، واد سلي، الصبحة، أولاد فارس، وادي الفضة الكريمية وبلديات أخرى فلاحية جموع واسعة لهؤلاء الرحالة نحو الأراضي الفلاحية التي انتهت بها عملية الحصاد خصوصا، وهو ما جعل المساحات المحصودة والقريبة من المدن والتجمعات السكنية وحتى الأماكن الآمنة تتحول إلى شبه قرى من المخيمات متناثرة هنا وهناك يسكنها الرحالة قادمين من ولايات المعروفة بنشاطها في تربية الماشية كولاية الجلفة، الأغواط، المسيلة، السعيدة وغيرها، وعن أهمية هذا النشاط والترحال استطلعت »أخبار اليوم« الموضوع مع المعنيين والبداية قبل الترحال أي قبل عملية الحصاد والدرس يقوم رؤساء القبيلة بزيارة المنطقة عبر البلديات المعروفة بنشاطها الفلاحي، حيث يقوم هؤلاء الأعيان بالترتيبات الأولية كالاتفاق المبدئي والنهائي مع أصحاب الأراضي والجهات الوصية الرسمية كالأمن والبلدية ومنها تنتظر هذه الوفود انتهاء عملية الحصاد والدرس بكل منطقة لكي يتم الترحال إليها عن طريق نقل المواشي من الأغنام والحمير وأيضا الإبل عن طريق الشاحنات كوسيلة نقل وبعد الوصول إلى المكان المقصود والمتفق عليه تتم عملية تنصيب الخيم في وقت وجيز وأثناء ذلك تكون كل عائلة قد استقرت في خيمتها مشكلة قرية صغيرة تحتوي على عدة خيم تجمع سكانها علاقة قرابة وبعدها تأتي المرحلة الثانية للسكان أو البدو الذين تنقلوا ورحلوا إلى هذه المناطق الخصبة بحثا عن الكلأ، حيث تجمع سكان القرية الجديدة عادات وتقاليد يجب المحافظة عليها وهي عادات يجب عدم التفريط فيها أينما حلوا وارتحلوا، ناهيك عن نشاط الرعي والذي يعد الأساس بالنسبة لهم، وحسبهم يملك كل مربي قطيع من الغنم يضم من 200 إلى 400 رأس الغنم، حيث يتوزع هؤلاء المربون بأغنامهم على المساحات المحصودة وغالبا ما يقوم بهذا النشاط الأولاد ودليلهم من يحسن التدبير والذي يكون مرشدا وآمنا لهم رفقة مجموعة من الكلاب التي ترعى القطيع من الضياع وتتلهف لأي حس أو حركة غير معهودة أما الآباء فيدخلون المدن المجاورة على شكل جماعات ومهمتهم في هذه الحالة متعددة سواء لشراء الحاجيات الضرورية للاستهلاك والاحتكاك بأهل المدينة دون الكشف عن بعض الأسرار والعادات التي تبقى سرا والكاشف عنها يعد خائنا. كما يتقرب هؤلاء المربون إلى البياطرة قصد تلقيح مواشيهم وهي فرصة لا تتاح لهم حين تواجدهم بالإقليم السهبي، أما نشاط النسوة فينحصر بين النشاطات والأشغال اليومية كتحضير الغذاء أو بعض النشاطات الحرفية كصناعة الخيم أو صيانتها هذا النشاط تتكفل به المرأة.