جدل كبير يدور دوما وأبدا حول التحكيم وتأثيره المباشر أو غير المباشر على نتائج مباريات قد تؤهل فريقا أو تحرم آخر، وكثيرا ما تساءل البعض حول أهمية استخدام التكنولوجيا في مباريات كرة القدم لتفادي مثل هذه الأخطاء البشرية الواردة والمتوقعة، التي يحتار الكل في تفسير ما إذا كانت متعمدة أم لا؟! وبالرغم من البداية المبشرة لمونديال »جنوب أفريقيا 2010«، خاصة مع تركيز الحكام الشديد وندرة الأخطاء، فإنه سرعان ما انتهت حالة الوئام والاتفاق بين المنتخبات المشاركة في البطولة العالمية وبين التحكيم، وثار النقاد، حتى المحايدون منهم، على التحكيم مع بداية الجولة الثانية من البطولة خلال الدور الأول، ليستمر الأمر نحو الأسوأ مع بدايات دور الثاني وما حدث فيه من أخطاء اقتربت من وصفها بالخطايا الخمسة التي لا تغتفر وهي: الخطأ الأول: سدد الإنجليزي فرانك لامبارد كرة قوية ورائعة في مباراة منتخب بلاده أمام الماكينات الألمانية في مباراة دور الثاني، لترتطم الكرة في باطن العارضة وتعبر خط المرمى بوضوح شديد أكدته الإعادة التليفزيونية البطيئة، إلا أن حكم الأوروغواي جورج لاريوندا لم يعرها أي انتباه لا هو ولا مساعده، ليُحْرَم منتخب الأسود الثلاثة من هدف كان كفيلا بقلب المباراة رأسا على عقب لأنه كان هدف التعادل.. ويخرج المنتخب الإنجليزي من البطولة بعد أن استمر تفوق الألمان في المباراة لتنتهي بنتيجة كبيرة 4 - 1، وليعيد إلى الأذهان هدفاً إنجليزياً تاريخياً شهيراً في نهائي عام 1966 منحهم اللقب وقتها أمام نفس المنافس »ألمانيا«. الخطأ الثاني: هدف كارلوس تيفيز الأرجنتيني، وهو الأول في مباراة دور الثاني أمام المنتخب المكسيكي، ليمنح تفوقا مبكرا لراقصي التانغو ساعدهم على إحراز الهدف الثاني ثم الثالث وتأهلهم إلى الدور الثاني.. وأكدت الإعادة التليفزيونية أن الهدف من تسلل واضح للغاية، حيث كان تيفيز في وضعية التسلل عند خروج الكرة من قدم ميسي ولم يفطن للأمر الحكم الإيطالي روبرتو روزيتي.. وزاد الأمر سوءاً إعادة اللقطة في شاشة الملعب نفسه وهو ما دفع بالمنتخب المكسيكي جهازا ولاعبين للاعتراض الواضح، مطالبين بإلغاء الهدف. الخطأ الثالث: أحرز البرازيلي لويس فابيانو هدفا كارثيا في مرمى كوت ديفوار (وهو الهدف الثاني في المباراة) بعد أن لمس الكرة، والغريب أنها لم تكن لمسة واحدة فقط، بل تكررت مرتين في نفس اللعبة وبشكل فاضح وواضح لم يحرك ساكنا في الحكم الفرنسي ستيفان لانوي، الذي لم يكتف باحتساب الهدف فقط، بل ظهر في لقطة تليفزيونية لاحقة أثارت جدلا أكبر وهو يتحدث مع »فابيانو«، مشيرا إلى لمسة اليد أو ربما سؤاله عنها، وتهرب البرازيلي من الإجابة عما حدث بينه وبين الحكم في تلك اللقطة معللا ذلك بعدم فهمه لغة الحكم! الخطأ الرابع:أحرز البديل الأمريكي إيدو موريس هدفا في الدقائق الأخيرة من عمر مباراة منتخب بلاده أمام »سلوفينيا« في الجولة الثانية من الدور الأول كان كفيلا بتأهل مبكر للمنتخب الأمريكي إلى الدور الثاني وعدم انتظار التأهل بصعوبة أمام الجزائر لاحقا، إلا أن الحكم المالي كوان كوليبالي كان له رأي مغاير لكل من تابع اللقاء وألغى الهدف بداعي وجود خطأ، وهو ما نفته الإعادة التليفزيونية تماما. الخطأ الخامس: سجل هيجوين الأرجنتيني هدفا ثالثا لمنتخب بلاده قتل المباراة أمام المنافس العنيد كوريا الجنوبية أيضا في الجولة الثانية من الدور الأول، وكانت كوريا قد قلصت النتيجة إلى هدفين مقابل هدف واحد قبل ذلك، إلا أن هذا الهدف أنهى المباراة بشكل كبير، وجاء الدور مجددا على الإعادة البطيئة لتشير إلى تسلل المهاجم الأرجنتيني الفذ قبل خروج الكرة من قدم ميسي في التسديدة التي ارتطمت بالعارضة.. وبالطبع كان المتهم هذه المرة هو الحكم البلجيكي فرانك ديبليكيري!