شجبت 8 جمعيات إسلامية تونسية في بيان أصدرته ترخيص وزارة التربية التونسية ل "عرض" أفلام وثائقية قالت الجمعيات إنها تتضمن "إساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات وأصحابه الكرام" في مدارس تونس الابتدائية والثانوية. وطالبت الجمعيات، في البيان الذي بعثت نسخة منه إلى وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) "الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع والحكومة المؤقتة ووزير التعليم ووزير الشؤون الدينية بإيقاف هذه المهزلة وحملتهم المسؤولية في كلّ ما يُحاك للإسلام في هذه البلاد من مثل هذه المشاريع". ودعت "الشعب التونسي إلى التصدي لهذا المشروع الخطير" ودعت "مؤسسة الإفتاء والمجلس الإسلامي الأعلى ووزارة الشؤون الدينية وجامعة الزيتونة وسائر الجمعيات الدينية والمدنية أن يتابعوا مختلف مظاهر التجاوز والاعتداء على مبادئ الدين الإسلامي الذي يمثل جوهر المقومات الوطنية وأن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية أمام الله وأمام الشعب". ووقعت البيان "الجمعية التونسية لأئمة المساجد" و"الجمعية التونسية للعلوم الشرعية" و"جمعية المصطفى للعلوم الشرعية" و"جمعية نون والقلم" و"جمعية الزيتونة للعلوم الشرعية" و"جمعية المنبر الإسلامي" و"جمعية الخطابة والعلوم الشرعية" و"رابطة الجمعيات القرآنية". وذكرت الجمعيات أن جمعية "صوت وصورة المرأة" وهي جمعية غير حكومية، جمعت الأفلام الوثائقية "من محفوظات الأرشيف السمعي البصري في فرنسا وجلبتها إلى تونس واقترحتها على وزارة التربية لتعرض على شبابنا وأطفالنا" وأنها "حصلت على ترخيص من الوزارة لعرض الأفلام في كلّ معاهد الجمهورية ومدارسها". وقالت:"هذه الأفلام بعضها يحتوي على إساءة واضحة للرسول... ومحاولة الازدراء به لإزالة القدسية عنه". وأضافت:"تحتوي هذه الأفلام على تأويل محرَّف للقرآن وتكذيب للآيات المتعلقة بالأحكام الشرعية التي شرَّعها الرسول الكريم وطبقها في الحكم مثل رجم الزاني والزانية ومثل حكم الحجاب. وتتضمن أيضا الإساءة إلى بعض الصحابة والخلفاء الراشدين مثل عمر بن الخطاب الذي ملأ الأرض عدلاً وتشويهه وإظهاره في صورة الغليظ الذي يحقد على النساء ويحول دون حرية المرأة". وتابعت:"تعتبر بعض الأفلام دعوة صريحة وملحَّة إلى الحرية الجنسية بما تتضمنه من إباحية وإثارة للغرائز الجنسية، ودعوة تحريضية إلى الزنا وعمل قوم لوط والسحاق بين النساء والخيانة الزوجية، وإلى ذبح العفة، من خلال إظهار نساء عاريات في الحمام وتعليم الشباب إجراء علاقات جنسية سطحية دون طمس البكارة". ومضت تقول إن الأفلام تعتبر "عذرية المرأة مظهرا من مظاهر التخلف مما يفتح الباب على مصراعيه للتشريع للعلاقات الجنسية غير الشرعية بين الشبان والفتيات ويسبب أمراض الغرب الجنسية المعروفة مثل السيدا ويؤدي بالضرورة إلى التفكك الأسري وانهيار المجتمع وتربية الناشئة على الانحطاط الأخلاقي وغياب القيم الفاضلة". واعتبرت الجمعيات أن السعي إلى عرض هذه الأفلام على طلاب المدارس التونسية "عمل إجرامي، إذ من الواضح أنها تهدف إلى تقويض أركان مجتمعنا وقيمه، وتسعى إلى إفساد المجتمع واستهداف هويته وعقيدته التي تجمع شمله منذ 14 قرنا". ويخشى مراقبون أن يثير عرض هذه الأفلام أعمال عنف في تونس التي تشهد عودة لافتة للتيارات الإسلامية منذ الإطاحة في 14 يناير الماضي بالرئيس زين العابدين بن علي. وهاجم متشددون إسلاميون في 26 حزيجوان الماضي قاعة سينما "أفريكا آرت" وسط العاصمة تونس ومنعوا عرض شريط "لا الله، لا سيدي" الوثائقي للمخرجة نادية الفاني التي جاهرت في الفيلم بإلحادها. وتظاهر في وقت لاحق مئاتٌ من السلفيين بعدة مدن تونسية ضدّ تطاول المخرجة الفاجرة على الدين الإسلامي واستفزازها لمشاعر التونسيين الذين يدين غالبيتهم (99 بالمائة حسب الإحصائيات الرسمية) بالإسلام. وطالب بعض منتقدي الفيلم، عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، بإهدار دم نادية الفاني التي تقيم في العاصمة الفرنسية باريس.