حث المجتمع الدولي الأطراف السياسية والشعب في تونس على الهدوء وضبط النفس لإفساح المجال أمام حوار سياسي هادىء يعيد الأوضاع إلى سابق طبيعتها وذلك بعد أربعة أسابيع من الإحتجاجات الشعبية. وفي هذا الإطار، دعت الجامعة العربية كافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي الى "التكاثف" والعمل سويا للتوصل الى " توافق وطني" حول سبل إخراج البلاد من الأزمة بما يضمن احترام إرادة الشعب التونسي والمصالح العليا للوطن. بدوره، دعا مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي كل الاطراف السياسية والشعب في تونس الى الالتزام بالقانون والعمل معا في وحدة واتفاق باتجاه تحقيق انتقال سلمي وديمقراطي في تونس وبما يسمح للشعب التونسي باختيار قادته عبر انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة. وأدان المجلس بشدة الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين بما ادى الى وقوع خسائر في الارواح داعيا الى عدم ادخار أي جهد لتجنب أي خسائر أخرى في الارواح والممتلكات. من جهتها، أكدت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي تضامنها مع الشعب التونسي ودعت كل التونسيين للعمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة وصيانة مكتسباتهم. وأعربت عن أملها فى أن تتجاوز تونس هذه الأحداث عبر تضامن ووحدة شعبها وتطلعاته إلى إرساء الديمقراطية والحكم الرشيد وفقا لأنظمتها الدستورية والقانونية. كما دعا الإتحاد الأوروبي إلى حل سلمي في تونس حيث قالت كاثرين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان اصدرته الليلة الماضية "نحث جميع الأطراف على إظهار ضبط النفس والتزام الهدوء من أجل تجنب المزيد من الخسائر والعنف". وتوالت ردود الفعل في العواصم العالمية على الوضع في تونس ففي واشنطن أشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما الجمعة ب "شجاعة وكرامة" الشعب التونسي داعيا الى اجراء انتخابات نزيهة وحرة في البلاد. ما الرئاسة الفرنسية فدعت إلى التهدئة وإنهاء أعمال العنف وأبدت استعدادها للاستجابة لاى طلب من جانب تونس في هذه المرحلة الحرجة من أجل المساعدة في أن تسير العملية الديمقراطية بصورة لاتثير أى نزاع بشأنها. وفي لندن طلب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من السلطات التونسية بذل ما في وسعها لايجاد حل "سلمي" للازمة داعيا الى اجراء انتخابات حرة والى مزيد من الحريات السياسية في هذا البلد. بدوره، وجه وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتينى نداء إلى مختلف مؤسسات الدولة وجميع أفراد المجتمع التونسى لضبط النفس والهدوء والحوار للتوصل إلى طريق للخروج من هذه الأوضاع الصعبة التي نشأت خلال هذه الأيام الأخيرة. كما دعت الحكومة الاسبانية إلى الهدوء عقب مغادرة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تونس وإعلان حالة الطوارئ في البلاد. وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية أنه "أمام الاخبار الاخيرة بخصوص مغادرة الرئيس بن علي تونس وإعلان حالة الطوارئ في البلاد تدعو الحكومة الاسبانية إلى الهدوء وتناشد السلطات التي تولت مؤقتا السلطة (في تونس) تعزيز الوفاق الوطني في هذه الأوقات الصعبة والدعوة إلى انتخابات عامة في أقرب وقت ممكن مع الحرص على توفير جميع الضمانات". وفي أنقرة أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها وأسفها العميقين إزاء الأحداث الراهنة في تونس بعد الاحتجاجات العنيفة التي أدت إلى تنحية الرئيس زين العابدين بن علي. وجاء في بيان لوزارة الخارجية ان "تركيا تأمل بصدق ألا يتصاعد التوتر الحاصل في تونس الشقيقة أكثر وباستعادة النظام والهدوء في البلاد". من جانبها أعربت الصين عن أملها في استعادة الاستقرار في تونس في أقرب وقت ممكن داعية الى الهدوء وضبط النفس لاعادة الاوضاع الى طبيعتها. وأعرب هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن أمل الصين في إعطاء الأولوية القصوى للمصالح الوطنية العامة والالتزام بممارسة الهدوء وضبط النفس لافساح المجال أمام حوار سياسي هادىء يعيد الأوضاع إلى سابق طبيعتها. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد غادر تونس أمس الى السعودية بعدما فوض سلطاته بصورة مؤقتة الى رئيس الحكومة محمد الغنوشي وذلك في أعقاب نحو أربعة أسابيع من الاحتجاجات الشعبية. وفي وقت سابق اليوم أعلن المجلس الدستوري التونسي في بيان رسمي شغور منصب رئيس البلاد مما يعني أن رئيس البرلمان السيد فؤاد المبزع سيتولى الرئاسة بشكل مؤقت حتى تنظيم انتخابات في غضون 60 يوما. وقد أدى فؤاد المبزع رئيس البرلمان التونسي اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد. وفي بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية في تونس أهاب الرئيس التونسي الجديد بالشعب وبسائر القوى من أحزاب سياسية ومنظمات وطنية وجميع مكونات المجتمع المدني تغليب المصلحة الوطنية ومؤازة الجيش الوطني في استباب الأمن والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة واستعادة الطمأنينة في نفوس المواطنين في سائر الجهات. للتذكير، فإن الاحتجاجات التي عمت كافة أنحاء البلاد قد أشعلها انتحار محمد بوعزيزي وهو بائع متجول في مدينة سيدي بوزيد بجنوب البلاد والذي أضرم النار في نفسه احتجاجا على البطالة وغلاء المعيشة.