تشهد الطرق الرئيسية للعاصمة هذه الأيام اكتظاظا غير عادي بمختلف المركبات، بسبب عمليات إعادة الترحيل التي استفاد منها سكان البيوت الهشة والضيقة بالإضافة إلى البيوت القصديرية في بعض البلديات، لذلك فان الطرق ضاقت بمن تحمل، خاصة أن معظم شوارع العاصمة تعرف بالضيق من جهة وبالاكتظاظ دوما على طول العام خاصة عند منتصف النهار وفي آخر المساء، إلا أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير خلال هذه الأيام فمعظم الطرقات التي تؤدي إلى الأماكن التي استفاد سكانها، قد شلت بالكامل، وأصبح من العسير على المركبات خاصة الحافلات ان تجتاز عبرها، خاصة في الطرق المؤدية لشوفالي و تريولي بباب الوادي التي استفاد سكان البيوت القصديرية فيها من عملية إعادة الترحيل، ولان العدد كان كبيرا، فان كل الطرق المؤدية لهذا المكان أو المحيطة به قد شهدت غلقا شبه كامل، لذا فان بعض الحافلات وبعض المركبات الأخرى اضطرت في ظل الأزمة إلى تغيير طريق مسيرها عبر اجتياز طرق أخرى ولو كانت طويلة، وأصبحت العاصمة، أشبه بمجمع كبير للمركبات التي لا تتوقف عن استعمال المنبهات من اجل لفت انتباه أعوان شرطة المرور الذين زاد عددهم على غير العادة في بعض الشوارع الرئيسية كالابيار وبن عكنون وسكالة وباب الوادي، وبعض الأحياء الأخرى التي لم تشهد من قبل تواجد شرطة المرور لانعدام الاكتظاظ و الازدحام فيها في الأيام العادية، إلا أن الأمر الآن استدعى تكثيف أعوان شرطة المرور من اجل تنظيم حركة السير والحد من النزاعات والمناوشات الكثيرة التي تحدث ما بين السائقين بسبب حركة الازدحام الكارثية التي عرفتها بعض الجهات في العاصمة، ورغم أن شرطة المرور حرصت على تنظيم السير خاصة في مفترق الطرقات، إلا أن بعض السائقين فقدوا أعصابهم و لم يتحملوا طول انتظارهم أمام طوابير المركبات، لذلك فان مشاهد الصراخ والتنديد لم تخل من شوارع العاصمة، فحتى بعض الركاب للحافلات لم يتحملوا هذا الضغط الذي اخذ منهم ساعات طويلة للخروج من بعض الشوارع الرئيسية كالابيار و باب الوادي، فقرروا الرجوع سيرا على الأقدام إلى منازلهم ولو كانت المسافة بعيدة، فالمسافة التي كانت تستغرق ساعة أو اقل للوصول أصبحت تستغرق قرابة الثلاث الساعات أو أكثر و هذا بدون مبالغة، فهذه حالة الشوارع الرئيسة بالعاصمة بسبب ضيقها من جهة وبسبب الحالة الاستثنائية لعمليات إعادة الترحيل التي استفادت منها مختلف البلديات، وحتى وجهات الترحيل شهدت هي الأخرى حالة ازدحام لكنها اقل حدة بما ان الشاحنات تصل إلى المناطق السكنية الجديدة مثلا في درارية و بئر توتة وبني مسوس في أوقات متأخرة من المساء أي بعد انفراج الطريق قليلا بسبب عودة كل العمال إلى بيوتهم،لذا فان الشوارع الرئيسة للعاصمة تبقى هي الأكثر تضررا من هذه الحالة التي ستستمر إلى غاية نهاية هذا الشهر وربما الشهر القادم حسب رزنامة ولاية الجزائر.