اختار مجلس الأئمة الفيدرالي في أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد بعد تصويت الأئمة بالإجماع في سيدني مطلع هذا الأسبوع. ونقلت شبكة (ABC) عن المتحدث باسم المجلس الشيخ سليم محمدو قوله إن الأئمة في جميع أنحاء أستراليا صوتوا لصالح الدكتور إبراهيم عقب استقالة المفتي السابق الشيخ فهمي بسبب سوء أوضاعه الصحية. وحصل الدكتور إبراهيم على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر في القاهرة، وهو مقيم في أستراليا منذ عشرين عاماً. وأوضح أن من أولويات عمله في المرحلة القادمة حماية الهوية والتفاعل مع المجتمع الأسترالي وأن يكون للمسلمين حضور مشرف داخله، إضافة إلى احترام مبادئه وقوانينه. وقال في لقاء مع تلفزيون (SBS) إن الجيل الجديد من أبناء المسلمين أصبح متعلماً بشكل كافٍ، وإن مجموع الأداء من جميع المستويات الإسلامية الموجودة في أستراليا يستطيع أن يقدم صورة حضارية متميزة. وعن ضعف اللغة الإنجليزية لديه وتأثيرها في إيصال رسالته بشكل جيد، أشار إلى أن وسائل التواصل مع الأجيال ليس من الضروري أن تتم عبر شخص محدد، وأن المهم أن يتم توصيل القيم عبر قنوات صادقة وأمينة قادرة على التوصيل، ومنها بعض الأئمة الذين يجيدون اللغتين الإنجليزية والعربية، إجادة تامة "اللغة مهمة جداً وأنا أشعر بأهميتها". ويستدرك بالقول "ولكن المهم في اللغة أن يكون لديك ما تقوله بها، لأن اللغة وجدان ومشاعر وقيم وثقافة، فلا بد أن يكون لديك ثقافة لتطرحها بهذه اللغة". ويرى إبراهيم أن أبرز مهام وظيفة مفتي أستراليا، رعاية القيم الإسلامية باعتبارها قيماً إنسانية وأخلاقية، يحتاج إليها المسلم كما يحتاج إليها المجتمع الأسترالي باعتبار رعايتها مسألة أولوية من خلال تفاعل الجالية الإسلامية مع المجتمع الأسترالي. وقال إبراهيم إن "القواسم المشتركة التي تجمعنا كأبناء مجتمع أسترالي من جنسيات مختلفة كثيرة جداً، ومتعددة ومتنوعة، ويمكن لها أن تثري الحياة في أستراليا، وأن تجعل أستراليا تتميز وتنفرد دون غيرها من مجتمعات العالم، بأنها بالفعل مجتمع متعدد الثقافات ومتعدد الحضارات ومتعدد الأفكار". وقد أنشئ المجلس في 2006 كمنظمة رسمية تمثل كل مجالس الأقاليم الأسترالية، ويسعى لتوحيد مجالس الأئمة وتنسيق أنشطتهم في عموم أستراليا. وانعقدت الجمعية العمومية في مارس 2006 وتم انتخاب مجلس تنفيذي من 15 عضواً يمثلون مختلف الأقاليم ويستمر عمله لمدة عامين. وتخول الجمعية العمومية للمجلس التنفيذي انتخاب مجلس فتوى يناط به كل ما يتعلق بالأحكام الشرعية التي تهم المسلمين، ويتكون من سبعة أئمة إلى جانب تعيين مفتي أستراليا. ويسعى المجلس الحالي لتمثيل التيار الرئيسي للإسلام في أستراليا إلى جانب الاستفادة من المهارات وخبرات الأئمة وعلماء المسلمين للمساهمة في تحسين علاقة المجتمع الإسلامي بالمجتمع الأسترالي. ومن مهام المجلس السعي لتوفير الأئمة والمرشدين وتقديم الخدمات للتجمعات المسلمة من خلال دعم المنظمات الإسلامية المحلية وتطوير التعليم والتوعية الاجتماعية وتعزيز العلاقات الطيبة مع الطوائف الدينية الأخرى وعلى نطاق أوسع داخل المجتمع الأسترالي لتعزيز الانسجام والتعاون والتكامل معه. وهناك ما يزيد عن 95 من الأئمة المسجلين لدى المجلس كأعضاء عاملين.