اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس السبت، بين الجيش اليمني والفرقة الأولى مدرع بوسط العاصمة اليمنية صنعاء، أسفرت عن مقتل 11 شخصا، وإصابة 112 آخرين في معسكر الفرقة الأولى مدرع، وأدت الاشتباكات إلى إحراق العديد من المنازل والمحال التجارية بشارع هائل بوسط صنعاء. كما أعلنت مصادر طبية أن 17 شخصاً قتلوا وأصيب 54 آخرون في الهجوم الذي شنه الجيش اليمني ليل الجمعة إلى السبت على ساحة التغيير في صنعاء، حيث يعتصم المتظاهرون منذ أواخر يناير. وأوضحت المصادر أن من بين القتلى عدد من المدنيين، إضافة إلى عسكريين تابعين للواء المنشق علي محسن الأحمر المؤيد للحركة الاحتجاجية . وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن خمسة قتلى ثم 16 في هذا الهجوم الذي شنته قوات الرئيس علي عبد الله صالح على المكان الذي يعتبر رمز حركة الاحتجاجات التي تطالب برحيله. وقال محمد الغبطي طبيب المستشفى الميداني الذي أقامه المحتجون في ساحة التغيير لوكالة فرانس برس: "قتل 17 شخصاً وأصيب 54 آخرون بجروح". ووقع الهجوم بعد ساعات من العودة المفاجئة للرئيس اليمني إلى صنعاء بعد غياب أكثر من ثلاثة أشهر في السعودية، حيث كان يعالج من جروح أصابته في هجوم استهدف قصره في صنعاء في الثالث من جوان. ودعا صالح إلى وقف للنار بين وحدات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله البكر أحمد والفرقة الأولى المدرعة الموالية للأحمر، لكن المعارك اندلعت مجدداً مساء الجمعة. وأمس السبت. سياسيا، طالب مجلس التعاون الخليجي الرئيس اليمني بالتوقيع الفوري على المبادرة الخليجية، مدينا بشدة استخدام العنف في التعامل مع المتظاهرين. من جانبه، قال الزعيم القبلي وشيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق الأحمر أمس السبت انه ومع "التزامنا بالهدنة التي رعتها السعودية ومع استمرار القصف فإنَّ الصبر لن يطول إثر مقتل العشرات". وأكد الأحمر وهو شيخ أكبر القبائل في اليمن "التزامه بالهدنة المعلنة التي تمت برعاية الملك السعودي في جوان الماضي". ودعا منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان ورجال الصحافة لزيارة المنطقة للإطلاع على حقيقة الأوضاع ميدانيا ورؤية الآثار التي خلفها العدوان "البربري". ويشار إلى أن مواجهات بين قوات الرئيس صالح وقوات الزعيم القبلي الأحمر أسفرت في جوان الماضي عن مقتل 300 وجرح واعتقال الآلاف في مواجهات بين الطرفين.