كشفت مصادر طبية وشهود أن متظاهرين اثنين قتلا صباح أمس في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، برصاص الجيش الذي فتح نيرانه على المحتجين، فيما أعلنت مصادر عسكرية أن ضابطا في الجيش وأربعة شرطيين قتلوا في اشتباك شمال صنعاء بين الشرطة ووحدة من الجيش انضمت إلى حركة الاحتجاج. وتعرضت نقطة عسكرية تابعة للواء المنشق علي محسن الأحمر لهجوم نفذته قوات تابعة للرئيس علي عبد الله صالح، في وقت دعا فيه شباب ثورة التغيير في اليمن إلى مسيرات مليونية اليوم الأربعاء لتأكيد رفضهم للمبادرة الخليجية وتمسكهم برحيل ومحاكمة صالح ونظامه. ونقلت تقارير المراسلين عن مصادر مطلعة أن قوات تابعة للرئيس صالح، هاجمت بالرشاشات وقذائف ''آر بي جي'' والصواريخ نقطة عسكرية للفرقة الأولى المدرعة التي يقودها اللواء الأحمر كانت تتمركز بالقرب من دوار جسر عمران، شمالي العاصمة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الفرقة الأولى تعاملت على الفور مع الموقف، ولم توضح المصادر هل أسفر الهجوم عن قتلى أو جرحى أم لا. وقالت التقارير إن إطلاق نار كثيف وأصوات انفجارات سمعت بالعاصمة اليمنية صنعاء بعد منتصف الليل. ويأتي ذلك في وقت دعا فيه شباب ثورة التغيير في اليمن إلى مسيرات مليونية اليوم، وذلك للتأكيد على رفضهم للمبادرة الخليجية. وقد أنهت المعارضة اليمنية اجتماعا مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي بصنعاء، تطلب فيه توضيحات بشأن بنود المبادرة الخليجية. وأثارت المبادرة جدلا كبيرا في الساحة اليمنية، وذلك لعدم نصها على التنحي صراحة وفي إطار زمني محدد، وتوفيرها حصانة قضائية للرئيس وأبنائه. وكانت المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس صالح فورا تواصلت أمس في العاصمة صنعاء وعدة مدن أخرى، وانضم إليها عدد من العسكريين الذين اعتقل نظام صالح العشرات منهم بتهمة الفرار من الخدمة. ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات للتعبير عن رفضهم المبادرة الخليجية لأنها لا تضمن تنحي صالح ولا محاكمته. وفي ساحة جامعة صنعاء حيث يعتصم المحتجون، رفعت لافتة كتب عليها ''عفوا يا خليج.. نرحب بمساعيكم ونرفض مبادرتكم''. ويؤكد الشبان المعتصمون أنه لا حوار مع النظام اليمني كما تنص عليه مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي تحاول إيجاد حل لأزمة اليمن. وقال عادل الربيعي من اللجنة الإعلامية لحركة شباب التغيير ''إن المبادرة الخليجية حتى إن كانت تلبي جزءا من مطالب الشباب، فإننا نرفضها حتى لو وافقت عليها أحزاب اللقاء المشترك المعارض لأن في المبادرة ما يلبي احتياجات المعارضة وليس الشباب المعتصمين. فمطلبهم الوحيد هو الرحيل الفوري للرئيس وهو ما لم تنص عليه مبادرة دول الخليج''. وقال الطالب محمد إبراهيم الذي ينتمي إلى ''حركة شباب التغيير'' التي تقف وراء حركة الاحتجاج التي بدأت في جانفي الماضي ''لن نتفاوض مع الطاغية. لا حوار مع السفاح الذي سفك الدماء. لن نغادر هذه الساحة حتى يرحل''.