لم تعد بطاقات الزيارة التقليدية التي كان يوزعها أصحاب المهن ذات فائدة، بعدما أحدثت بعض المواقع ثورة في عالم الاتصّال، وصار اللجوء إليها أكثر من ضروري لكسب أكثر عدد من الزبائن، ولهذا فقد صار يكفي أن تبحث على مواقع التواصل الاجتماعي عن محامي، مثلا، أو تكتب أخصائي هذا المرض أو ذاك، أو سمكري، أو غيرها من المهن لتعثر على العديد من العناوين الكثيرة. م. مهدي هي الطريقة المثلى، أو لحد الآن واحدة من بين الطرق التي صار يلجأ ليها بعض الحرفيين وذوي الاختصاص، هذا بالإضافة إلى المؤسسات، والتي هي الأخرى راحت تفتح صفحات للاشهار وكذلك للتعريف بمنتوجاتها وخدماتها وكذلك عنوانها، ذلك أنّ صفحة على فايس بوك، مثلا، أفضل من موقع على الانترنات، رغم آن الأولى ليست مكلفة مثل الموقع، ولكن الصفحة يمكن أن يطلع عليها الجميع، خاصة أن كثر عدد زائريها، أما بالنسبة من الأفراد، فهم أيضا استفادوا من هذه الوسيلة الجميلة، والفعالة في نفس الوقت، والتي تمكنهم من كسب زبائن كثر، خاصة إذا ما أشاروا إلى المهنة التي يحترفونها بجانب الاسم، مثل طبيب الأمراض الجلدية ميقان رابح، هذا هو اسم صفحته، وهو اسمه أيضا، اتصلنا به على صفحته ليقول لنا عن تجربته: "في الحقيقة لا اعرف إن كان عدد زبائني قد تضاعف بسبب الصفحة أم لا، فأنا لا اسأل المرضى عن كيفية عثورهم على اسمي او عنواني، اكتفي بالصفحة، والتي أضع عليها كل المعلومات الخاصة بي، لكن أظنها طريقة فعالة، وحتى أن كان البعض لم يعتد عليها، فإنها لا شك ستجعلنا عاجلا او آجلا نتخلى عن بطاقات الزيارة، او نكتفي بالإشارة فيها إلى عناوين فايس بوك وربما رقم الهاتف، أما المعلومات الشخصية، فكما قلت أضعها على صفحتي". نفس الشيء تقريبا يفعله منير، وهو ميكانيكي، عنوان صفحته "الميكانيكي منير"، وذلك لكي يسهِّل على الناس أن يبحثوا عنه، وأن يجدوا عنوان محله بعدها والخدمات التي يعرضها على زبائنه، يقول: "لدي زبائن كثر، ولكن أيضا عمال كثر، وأطمح إلى أن اجعل من محلي الأكبر في العاصمة، ولا يكون هذا إلا بالإشهار، وصفحة على فايس بوك لا تكلفني لا وقتا ولا جهدا ولا ثمنا، ولكن الكثير من الزبائن، أنا استقبل الرسائل عليها، وأتحدث مع من يهمه الأمر، واشرح له طريقة عملي، وهناك بعض الزبائن يرسلون لي صور سياراتهم، وبعضهم يشرح لي العطب، ويسألونني عن الثمن وهكذا، ورغم أنني لا استطيع أن افحص السيارة، إلاّ أنني أقدم لهم النصائح، أو على الأقل احدد لهم موعدا لإحضارها، عندما انتهي من سيارات أخرى، وهكذا، أنها بالفعل الطريقة المثلى للعمل".