في أقوى تصريحات من نوعها تصدر عن موسكو حيال الوضع في سوريا، قال الرئيس الروسي فلاديمير ميدفيديف إنه يتعين على القيادة السورية التخلي عن السلطة إن لم يكن بمقدورها تنفيذ إصلاحات. واعتبر ميدفيديف أن على النظام السوري أن يرحل إن لم ينفذ الإصلاحات التي وعد بها. ورغم تلك التصريحات أكد الرئيس الروسي أن روسيا ستعطل تبني عقوبات في الأممالمتحدة هدفها إسقاط الأنظمة. وحذر الرئيس الروسي من أن روسيا ستعطل في المستقبل اي عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن الدولي إذا ما اعتقدت أنها تهدف إلى الإطاحة بحكومات ليست على علاقة جيدة بالقوى الغربية. ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء عن مديفديف قوله بعد تصويت روسيا والصين بالفيتو على قرار في مجلس الامن ضد سوريا، إن "روسيا ستواصل الوقوف في وجه أية محاولات لإضفاء الشرعية من خلال مجلس الأمن الدولي، على اية عقوبات أحادية تهدف إلى الاطاحة بمختلف الأنظمة". ميدانياً، قتل ثمانية مدنيين برصاص قوات الأمن السورية في مظاهرات مناهضة للنظام في عدة مدن. وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن ثلاثة قتلوا في ضاحية دوما بدمشق وأربعة في باب السباع بمدينة حمص، حيث اشتبكت القوات السورية مع منشقين عن الجيش ومسلحين. وكانت دمشق قد تعهّدت بتنفيذ إصلاحات ديمقراطية واتهمت قوى أجنبية بتسليح متظاهرين، كما اتهمت وسائل الإعلام بشن "حرب دعائية" على الأسد. وقال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة إن أكثر من 1100 من أفراد الأمن السوري قتلوا في الاضطرابات، حسب وصفه. وجاءت تصريحات المقداد بعد يوم من إعلان الأممالمتحدة أن إجمالي عدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا زاد على 2900 شخص. وتقمع السلطات السورية بعنف احتجاجات تطالب بالديمقراطية وإنهاء حكم عائلة الأسد الممتد منذ 41 عاماً. واستغل مبعوثو بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة اجتماع المجلس في جنيف لدعوة سوريا إلى وقف عمليات القتل والاحتجاز التعسفي والتعذيب وإخفاء المدنيين قسراً.