اعتبر الدكتور سعود صالح تحول الموقف الروسي من داعم للقذافي إلى مطالب برحيله يأتي مقابل تبادل مصالح وتقاسم نفوذ بين روسيا والقوى الغربية خاصة وأن روسيا بحاجة إلى دعم غربي لما تشهده من حراك داخلي يطالب ب “الديمقراطية”، وأشار إلى أنه استند في تحليله للموقف الروسي على تاريخ مواقف موسكو من القضايا العربية مستشهدا بالموقف الروسي من العراق والسودان والصومال أكد المحلل السياسي والأستاذ الأكاديمي بجامعة الجزائر، سعود صالح، في تصريح ل “الفجر” أن “روسيا أو الاتحاد السوفياتي سابقا لم يكن لديه موقف ثابت تجاه قضايا دول العالم الثالث أو ما يسمى بدول الجنوب وكانت مواقفها دائما تميل لمن يدفع أكثر” وفي هذا الإطار انتقل موقف روسيا من داعم للعقيد الليبي معمر القذافي لينضم إلى ركب المطالبين برحيله وذلك” عندما تنبأ بأن النظام الليبي أصبح غير قادر على الاستمرارية”. وأكد الدكتور سعود أنه يعتمد في تحليله للموقف الروسي على قراءته لتاريخ العلاقات الروسية مع الأنظمة العربية وبالخصوص مع حدث مع العراق والسودان وحتى الصومال، حيث كان “موقفها مبنيا دائما على المصلحة الظرفية؛ حيث كانت القوى الغربية تتعامل منذ سنوات مع القوى في الشرق بلغة دفع الثمن”. واعتبر الأستاذ الأكاديمي بجامعة الجزائر أنه “من الخطإ الاعتقاد هنا في الجنوب أن روسيا بإمكانها لعب دور متميز في إدارة العلاقات الدولية مثلما كان عليه الوضع في السابق أيام الاتحاد السوفياتي” ليضيف أن “الموقف الروسي الحالي مبني على تطمينات حصلت عليها موسكو من الغرب حول تحقيق مصالح معينة وتقاسم نفوذ لاسيما وأن روسيا تملك شركات عالمية لابد لها من تناغم وتنسيق مع الشركات الغربية حول البحث عن أسواق واستغلال بعض مناطق النفوذ.. ولم يستبعد محدثنا أن يكون الموقف الروسي الجديد تجاه ليبيا مبنيا أيضا على الحصول على دعم غربي في الأحداث التي قد تصل إلى روسيا باسم الديمقراطية خاصة مع وجود مؤشرات على حدوث انتفاضات في عدة مناطق من روسيا. وفي تحليله للموقف الروسي الجديد، أشار المختص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية الى أن الحرب الباردة “لم تنته بعد كما يتصور البعض وانما تتم إدارتها بوسائل أخرى من ضمنها تبادل المصالح والمواقف بين الدول المهيمنة على حساب الدول الأخرى الضعيفة” في إشارة إلى تنسيق بين روسيا ودول الناتو يتم بمقتضاه حصول روسيا على دعم غربي مقابل تخليها عن موقفها تجاه القذافي لاسيما وأن روسيا تملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي. للإشارة، كان النزاع الليبي شهد تطورا سياسيا هاما مع قرار روسيا التخلي عن العقيد معمر القذافي، حيث انضم الرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف، الجمعة، إلى قادة أمريكا وأوروبا في المطالبة بتنحي العقيد الليبي، معمر القذافي، قائلا في مؤتمر صحفي عقد بختام قمة مجموعة الثماني في مدينة دوفيل الفرنسية إن نظام القذافي فقد شرعيته، وعليه الرحيل. وقال ميدفيديف للصحفيين: “إذا اطلعتم على البيان الذي تم إصداره في ختام القمة، فجاء فيه أن نظام القذافي فقد شرعيته وعليه أن يرحل... تم اتفاق على ذلك بالإجماع”. وأبقى النظام الليبي على سياسة التحدي قائلا إنه “غير معني” بالقرارات الصادرة عن قمة مجموعة الثماني في فرنسا، رافضا الوساطة التي اقترحتها موسكو لإخراج البلاد من نزاع أودى بآلاف القتلى خلال ثلاثة أشهر. وكانت روسيا امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي أجاز الضربات الدولية على طرابلس غير أنه كان يرفض دعم دعوات الولاياتالمتحدةوفرنسا لرحيل القذافي.