بعد طول انتظار وترقب شديد لعملية الترحيل التي انتظروها بشغف، هاهم سكان البيوت القصديرية الواقعة بحي الدكتور عبد الوهاب مسعودي والمتواجد على مستوى إقليم بلدية الابيار، يخرجون عن صمتهم مهددين بتصعيد الاحتجاج والخروج إلى الشارع وقطع مفترق الطرق، حيث تتواجد مؤسسات حساسة في الدولة على غرار وزارة الدفاع والثكنة العسكرية، فضلا عن فندق الاوراسي الذي يتوسط المؤسستين المذكورتين، وهذا بعد رواج شائعات مفادها أن الحي لم يدرج ضمن عملية الترحيل ومازاد الطين بلة، هو إشاعة استفادة عائلة فقط من عملية الترحيل من بين 40 عائلة وهو ما أيقظ غليان وثورة الشارع في هذه الأيام في الوقت الذي كانوا ينتظرون ترحيلهم إلى سكنات لائقة على غرار العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية. وفي هذا السياق أعرب ممثل السكان وبعض العائلات ل" أخبار اليوم" عن استيائهم الشديد إزاء سياسة التلاعب التي تنتهجها السلطات المحلية والولائية اتجاههم بعدما قطعت وعودا بترحيلهم بعد الوقفة الاحتجاجية التي قاموا بها أمام مقر الولاية مطالبين بحصتهم في السكن حيث تم استقبالهم من طرف ممثل عن الولاية ووعدهم بالترحيل في الكوطات المقبلة كما طالبهم بالاتجاه للاستفسار عن قائمة السكنات بدائرة بوزريعة، وكانت نفس التصريحات والتطمينات على حد تعبيرهم إلى أن تم ترويج شائعة إقصائهم من السكنات، واستفادة امرأة من عملية الترحيل ما زاد من تفاقم الوضع ودفع المواطنين لتنديد وتصعيد الاحتجاج. ولدى تنقل أخبار اليوم الى عين المكان من خلال حديثنا مع بعض العائلات وقفنا على مدى غضب وسخط هؤلاء اتجاه السلطات التي تمارس سياسة التهميش واللامبالاة منذ سنوات طويلة دون أن تضع حد لمعاناتهم ومشاكلهم التي أصبحت لا تحتمل حسبهم ولا يتحملها بشر في ظل الحياة الصعبة والقاسية التي يعيشونها في غياب ضروريات الحياة بالرغم من تواجد هذا الحي بمنطقة هامة في الدولة نظرا لمحاذاته لأكبر مؤسسات حساسة، ويتساءل هؤلاء كيف ان عملية الترحيل مست معظم الأحياء القصديرية بالعاصمة ليبقى حيهم خارج اهتمامات المسؤولين رغم انه يعد من بين أقدم الأحياء والذي يعود تاريخ تموقعه إلى مدة 45 سنة إلا انه لازال في طي النسان وملفاته مركونة في الأدراج. وأضاف ممثل السكان في حديثه أن حي عبد الوهاب أراد بطريقة حضارية وسلمية المطالبة بترحيله إلى سكنات تحفظ كرامتهم عن طريق رفع شكاوي ومراسلات تطالب انتشالهم، من التهميش واللامبالاة من طرف السلطات المحلية التي لا تكترث للوضعية المزرية التي يتخبطون فيها جراء الغياب التام لمتطلبات العيش الكريم، التي أدارت ظهرها لكل معاناتهم، ومدى الخوف والرعب الذي تتكبده العائلات من مخاطر المكان الذي يتقاسمون فيه الحياة مع الثعابين والجرذان ومختلف الحشرات المؤذية كون السكنات تتواجد أسفل غابة عين الزبوجة. وفي حديثهم مع "أخبار اليوم" أكد هؤلاء السكان أن حيهم يعد من أقدم الأحياء القصديرية بالعاصمة، تم تشييدها بالباربان والزنك يعيش فيها هؤلاء حياة قاسية وصعبة أثقلت كاهلهم جراء غياب أدنى شروط العيش من ماء وكهرباء وغاز ناهيك عن غياب قنوات صرف المياه التي تعد المشكل الرئيسي، و انتشار المياه القذرة والتي تتسبب في روائح لا تحتمل مما ينجر عنها تعرض هؤلاء السكان للأمراض والأوبئة ناهيك عن تراكم النفايات والأوساخ والتي تتسبب في انتشار البعوض، وشتى أنواع الحشرات الضارة، التي عرضت العديد من الأطفال والرضع لأمراض مختلفة. وبالحديث عن المياه فحدث ولا حرج فهؤلاء السكان البالغ عددهم حوالي 45 عائلة يضطرون يوميا إلى الاستنجاد بالأحياء المجاورة من أجل جلب قطرة ماء فضلا عن غياب شبكة الكهرباء، التي اضطر الكثير منهم إلى إيصالها بطريقة عشوائية، وتعد مصدر خطر عليهم خاصة في فصل الشتاء، أما عن شبكة الطرقات والمسالك فحدث ولا حرج فالمتجول بها الحي يتناسى للحظات انه بإحدى أحياء العاصمة وأمام جملة هذه المشاكل يناشد سكان الحي المذكور والأحياء القصديرية المجاورة التدخل العاجل للسلطات الوصية على رأسها القاضي الأول في البلاد لترحيلهم إلى سكنات لائقة.