يحضر سكان البيوت القصديرية الكائنة بحي عين الزبوجة الواقع على مستوى بلدية الأبيار بالعاصمة هذه الأيام إلى الخروج إلى الشارع والتهديد بتصعيد احتجاجات كبيرة أمام أكبر مراكز حساسة في الدولة، على غرار وزارة الدفاع والثكنة العسكرية وقطع الطريق الرئيسي الرابط بين البريد المركزي والأبيار من أجل لفت انتباه السلطات لوضعيتها المزرية· تنقلت أخبار اليوم إلى عين المكان وكان لها حديث مع المواطنين الذي أعربوا عن مدى استيائهم الشديد من عدم استفادتهم من عملية الترحيل التي شهدتها العاصمة مؤخرا والتي مست معظم البيوت المجاورة الهشة والشاليهات إلا أن القاطنين بهذه البيوت لازالوا قابعين في سكنات لا تصلح حتى للحيوانات حسب تعبيرهم رغم أن بيوتهم التي شيدت بهذا المكان يعود تاريخها لأكثر من 45 سنة وتعد من بين أقدم البيوت القصديرية بالعاصمة، وحسب ما أدلى به ممثل السكان أن السلطات المحلية كانت قد وعدتهم بالترحيل بعد شهر رمضان إلا أنه لحد الآن لم تظهر أية بوادر توحي بالجديد في وضعهم أو إعطاء خبر يقين أو أمل بترحيلهم يمتص غضبهم، وحسب السكان الأمر الذي أجبرهم على التهديد بالاحتجاج هو سياسة الصمت والتجاهل التي ينتهجها مسؤولوهم اتجاههم وهذا حتى تسمع أصواتهنا واستغاثتنا التي طالما دفنت في أدراج بلديتنا وشكاوينا التي ضربت عرض الحائط رغم ما يشهده الحي المذكور بقلب العاصمة بالعاصمة من أوضاع كارثية جراء غياب النظافة في ظل تسرب وانتشار المياه القذرة بجميع أرجاء الحي والتي تنذر بحدوث كارثة بيئية حتمية، الشيء الذي جعل السكان يتخوفون من انتشار الأمراض خاصة مع دخول فصل الشتاء، أين تزداد الأمور تعقيدا وترتفع نسبة الإصابة بالأمراض المعدية· للإشارة، يبلغ عدد العائلات المقيمة بحي عين الزبوجة أكثر من 45 عائلة منذ ما يقارب 50 سنة في ظروف جد مزرية تغيب فيها جميع الشروط اللازمة للحياة الكريمة، ناهيك عن غياب التهيئة الحضرية بشكل كلي بدءا بانعدام قنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب التي تعرف انقطاعات كبيرة، حيث غالبا ما تزور حنفياتهم مما يضطر العائلات في كل مرة للجوء لشراء صهاريج مائية بمبالغ باهضة خاصة مع حلول فصل الصيف أين يكثر استعمال هذه المادة الحيوية في الحياة اليومية وقضاء الحاجيات المنزلية· وفي سياق آخر، تحدثت بعض العائلات عن مشكل عدم امتلاكهم لعقود ملكية السكنات التي يقطنون بها منذ 50 سنة، مع العلم أن هذه البيوت عبارة عن أكواخ مبنية بطريقة فوضوية لجأت لها العائلات هروبا من شبح التشرد والمبيت في الشارع، وقد وجّه سكان الحي سالف الذكر العديد من شكاوي والطلبات للجهات المعنية، من أجل تزويدهم بعقود الملكية أو ترحيلهم لسكنات جاهزة تضمن لهم العيش الكريم، بعدما أصبحت مساكنهم لا توفر لهم الراحة والأمان·