هددت العائلات التي أقصيت من عملية إعادة الترحيل التي شملت البيوت القصديرية بجنان حسان المتواجدة بأعالي وادي قريش خلال الشهر الماضي، بتصعيد الاحتجاجات وإعادة قطع الطريق إلى حين الفصل في الأسباب الحقيقية لإقصائها رغم أحقيتها بهذه العملية التي استفادت منها حوالي 170 عائلة. في حين أقصيت حوالي 30 أسرة وبالتالي فهم مهددون الآن بالطرد من هذه البيوت بعد ان أقدمت السلطات المحلية على البدء بتهديم البيوت التي رحل سكانها إلى منطقة بني مسوس، لذا فان الأسر التي انتظرت عملية الترحيل لأكثر من خمسين عاما هاهي تقف مواجهة لازمة أخرى وهي الطرد من مساكنها في حين كانت تنتظر الترحيل إلى بيوت اشتاقت لدفأها منذ نصف قرن من الزمن، كان قاسيا في مروره على هذه الأسر التي عانت من كل المحن والآفات الخطيرة التي لطالما هددت أبنائها كالأمراض الناتجة عن انتشار الجراثيم خاصة بسبب التلوث الذي تسببه قنوات الصرف الصحي العشوائية التي تتسرب حتى داخل البيوت والأفرشة، وزاد من تأزم الوضع تشقق الجدران مع مرور الوقت، وبالتالي تسرب مياه الأمطار التي كثيرا ما أغرقت الحي القصديري في شبه مستنقع، وتعتبر هذه الظروف الداخلية للحي بسيطة إذا ما قورنت بالظواهر الخطيرة المنتشرة في الحي خاصة آفة المخدرات التي يعرف بها بشكل خاص حي مناخ فرنسا والتي اجتاحته بشكل خطير جدا خلال السنوات الأخيرة، فكانت ذات اثر سلبي كبير وجلي على أبناء هذا الحي القصديري حيث تراجع مستواهم بشكل ملفت لذا فقد غادر اغلبهم مقاعد الدراسة، وهذا ما ضاعف من نسبة البطالة، لهذا كان أمل هذه العائلات التي حاصرتها كل هذه الآفات لنستعيد الأمل بالحياة من خلال الاستفادة من سكنات لائقة تخرجها من هذا الجو الذي البسها ثوب الحزن إجباريا، لا ان أحلامها قضي عليها من خلال إقصائها من عملية إعادة الترحيل. وهي في نفس الوقت خائفة من الطرد لتقوم السلطات المحلية بهدم البيوت استكمالا لعملية التهديم التي بدأتها عقب ترحيل العائلات الأخرى إلى بني مسوس، لذلك فهي تندد على طريقتها بهذا الإقصاء من خلال تنظيم عمليات احتجاج أمام الحي ز قطع الطريق الذي يقومه أعوان الأمن فتحدث صدامات مع كلا الطرفين و قد تكررت هذه الوقائع عدة مرات خاصة خلال الأيام القليلة الماضية،فالعائلات ليس لديها حل آخر كما تقول إلا مواجهة هذا الظلم الذي أصابها،على أنها قدمت العديد من الطعون و الشكاوى لدى السلطات المحلية من بلدية وادي قريش و المقاطعة الإدارية لباب الوادي إلا ان الأمر لا زال على حاله فالعائلات الثلاثون لا زالت مهمشة مكملة حياتها تحت أسقف هشة مهددة بالانهيار على رؤوس أصحابها وانجراف التربة الذي يهدد العائلات خاصة مع قدوم فصل الشتاء،في حين انتقلت 170 عائلة إلى النعيم في شقق لم تحلم يوما بامتلاكها. للإشارة فان بلدية وادي قريش التي تعتبر إحدى البلديات الخمس للمقاطعة الإدارية لباب الوادي، حيث تضم 43560 نسمة موزعين على مساحة تقدر ب825.3 كم مربع، كما أنها تتمتع بموقع هام بما أنها تربط ما بين أهم مراكز المدينة كالابيار وبوزريعة والجزائر الوسطى، ومن أهم أحيائها هناك ديار الكاف ومناخ فرنسا وبوفريزي، وتعرف منطقة وادي قريش بكثرة الأحياء القصديرية لذلك فلقد ركزت عليها ولاية الجزائر خلال عملية الترحيل الأخيرة التي استفادت منها الآلاف من العائلات الساكنة بالبيوت الهشة والبيوت القصديرية.