ما إن حل الخريف حتى راحت أغلب المحلات المنتشرة عبر أزقة وشوارع العاصمة إلى عرض الألبسة الشتوية وكذا القطنية الملائمة لفصل الخريف باعتباره فصلا باردا عادة ما يميزه تساقط الأمطار، كما شرعت في تخفيض ثمن الألبسة الصيفية المتبقية وكانت الفرصة لهواة التخفيضات أو (الصولد) من أجل اقتناء بعض الملابس بأسعار ملائمة الأمر الذي كان على حساب أثمان الألبسة الشتوية الخفيفة منها والثقيلة التي شهدت أسعارها ارتفاعا في أوائل الفصل وهو ارتفاع اشتكى منه أغلب المواطنين الذين شرعوا في التزود ببعض الألبسة المناسبة لفصل الخريف على غرار القمصان القطنية وكذا الأحذية· وفي جولة لنا عبر بعض المحلات لاحظنا الحلة الجديدة التي لبستها المحلات والتي تتوافق مع فصل الخريف فيما غابت الألبسة الصيفية أو اتخذت جزءا من زوايا المحل ودونت فوقها عبارة صولد، بحيث نزلت بعض المقتنيات إلى حدود 400 و500 دينار جزائري، وعرفت إقبالا كبيرا لاسيما وأن الكل صاروا يتفاعلون مع تلك الطريقة التجارية التي تخدم جيوبهم وقدراتهم الشرائية ولا يهمهم في ذلك تأجيل لبسها إلى السنة القادمة فالمهم الاستفادة من تلك الأسعار المغرية والتي لا تقارن البتة مع وتيرة الأسعار الملتهبة التي كانت في الأول· اقتربنا من البعض لرصد آرائهم حول الأسعار ومدى تقبل وتيرتها في أوائل موسم البرد، وانتهزنا فرصة شروع الكثيرين في التزود بالملابس القطنية والشتوية استعدادا لفصل الشتاء فأجمع الكل على أن الأسعار هي مرتفعة نوعا ما مع بداية الخريف، وهي العادة التي يلتزم بها الباعة في كل سنة، فما إن يحل موسم ويغادرنا موسم آخر حتى يخفضوا من ثمن ملابس الموسم المنقضي ويرفعون من أسعار الدفعات الجديدة من الملابس الخاصة بالموسم الجديد على حساب الزبائن بعد تيقنهم من ترددهم المؤكد على محلاتهم بغية التزود بملابس ملائمة لموسم البرد· عن هذا قالت إحدى السيدات إنها دهشت لوتيرة الأسعار التي هي عليها الملابس الشتوية مع بداية فصل الخريف بحيث راح أغلب الباعة إلى الرفع من الأسعار على حساب الزبون مما أدى بها إلى إعادة تأخير اقتناء الملابس الشتوية والاعتماد على ملابس السنة الماضية بدل الاكتواء بذلك اللهيب المعلن من طرف التجار وانتهازهم فرصة الإقبال المتزايد عليهم من طرف الزبائن من أجل شراء الألبسة الشتوية· سيدة أخرى أعربت عن اندهاشها وذهولها من ارتفاع الأسعار الذي مس كافة أنواع الألبسة الشتوية على غرار المعاطف والأحذية وغيرها من المقتنيات الأخرى واغتاظت إلى الفرص التي ينتهزها التجار دوما من أجل الانقضاض على جيوب المواطنين، وقالت إنها سوف تؤجل اقتناء الملابس الشتوية قليلا إلى غاية نزول الأسعار وانخفاضها بما يتوافق مع قدرتها الشرائية· وبالفعل ما لاحظناه هو الارتفاع الذي مس المقتنيات الشتوية على غرار المعاطف التي ارتفعت إلى حدود 5000 دينار، ناهيك عن الأحذية التي تراوحت مابين 2000 إلى 3000 دينار خاصة المستوردة منها ما أجبر الكل على تأجيل فكرة اقتناء الملابس الملائمة للطقس البارد في هذا الموسم واكتفوا بألبسة السنة الماضية إلى حين انخفاض الأسعار·