استطاعت الأنترنت أن تفرض نفسها وبقوة في عدد كبير من البيوت الجزائرية، نظرا لأهميتها الكبيرة في التواصل الدائم بين أفراد الأسرة المتواجدين على مسافات بعيدة، بالإضافة إلى مساعدتها لأفراد الأسرة في إنجاز أعمالهم ودروسهم وتسليتهم وغيرها من الإيجابيات الأخرى الكثيرة التي يمكن أن نعددها للأنترنت كوسيلة تكنولوجية مهمة جدا في عصرنا الحالي، مع أن ذلك لا ينفي طبعا ما لها من سلبيات معلومة لدى العام والخاص، كاعتبارها وسيلة للهدم الأخلاقي والتربوي وخطورتها على الأطفال والناشئة عموما، فوق كل ذلك دخلت الأنترنت بقوة في خط الصراع الزوجي بين الكثير من الأزواج، الذين يشكون إدمان أزواجهم أو زوجاتهم للأنترنت وإهمالهم أسرهم وعلاقاتهم الزوجية، وإن كان الأمر مطروحا بقوة أكبر بالنسبة للأزواج. تقول إحدى السيدات إنها اعتقدت في بداية الأمر أن إدخال الأنترنت إلى البيت يعتبر خطوة إيجابية جدا من شأنها أن تساعدها وزوجها في إنجاز أعمالهما وفي البقاء على اطلاع دائم ومستمر على كافة المستجدات و المعلومات المتوفرة على الساحة الدولية، وكذا إمكانية مساعدة أبنائها مستقبلا في دراستهم وإنجاز بحوثهم، ولكنها لاحظت بعد ذلك أن زوجها صار كثير الجلوس إلى شاشة الكمبيوتر، دون أن يقوم بشيء مهم غير الإبحار في المواقع أو ممارسة بعض الألعاب التي صار مدمنا عليها بشكل رهيب، حيث يقضي معظم وقت فراغه منذ عودته إلى المنزل وإلى غاية موعد العشاء وهو خلف الكمبيوتر، حتى أنه صار لا يرى أصدقاءه إلا في النادر جدا، أما حياتها معه فصارت أشبه بالجحيم لأنهما غريبان تماما، فهي تقضي وقتها خلف التلفاز أو في ممارسة بعض الأعمال وهو في الأنترنت ولا يلتقيان إلا نادرا جدا. وإن كانت مأساة هذه الزوجة كبيرة إلا أنها لا تقاس بدون شك بمأساة سيدة أخرى قالت إحدى قريباتها إنها تعاني الأمرين من زوجها منذ أن أدخل الأنترنت إلى المنزل، حيث اختار له غرفة منفردة، لا يدخلها إلا هو، وقالت إنها في البداية اعتقدت أن الأمر يتعلق بأعمال مهمة جدا عليه التركيز فيها، إلا أنها اكتشفت مع مرور الوقت أنه يقضي في الدردشة والشات مع عدة سيدات وفتيات من جنسيات مختلفة وفي مواضيع مخجلة أحيانا، كما أنه أدمن بعض المواقع الإباحية، وصار أكثر انغلاقا وانطواء على نفسه ولا تكاد زوجته وابناه الصغيران يرونه إلا بين وجبتي الغداء والعشاء، مضيفة أن قريبتها وهي زوجته صارت تفكر بجدية في أن تقوم بإفساد جهاز الكمبيوتر حتى تتخلص من هذه المعاناة، حيث صارت ترى فيه مضرة لها، الأمر الذي أثر على علاقتهما الزوجية بشكل كبير للغاية وجعلهما كثيري الشجار والمناوشات على مدار اليوم، والتي يهرب منها هو إلى الأنترنت فيما لا تجد هي مكانا تهرب إليه.