لا يخفى على أحد أن الجزائر هي البلد الأكبر في المغرب العربي وإفريقيا كلّها، والسوق الجزائرية هي الأكثر استقطابا للإعلانات الدعائية والإشهارية، ولا يخفى على العارفين بخبايا سوق الإشهار في المغرب العربي أن المؤسسات الجزائرية الخاصّة تعدّ مموّلا أساسيا لقناة (نسمة) الفضائية، لذلك فإن حملات المقاطعة الشعبية الواسعة لهذه القناة في الجزائر تنعكس سلبا بشكل مباشر على القناة المذكورة التي يقول مختصّون إعلاميون إنها صارت على حافّة الإفلاس بسبب إثارتها غضب الشعوب الإسلامية بشكل عام والشعب الجزائري بشكل خاص· يقول هؤلاء المختصّون إن مقاطعة الجزائريين للقناة التونسية بعد أن تجرّأت بكلّ وقاحة على بثّ فيلم كرتوني يجسّد الذات الإلهية سيدفع المعلنين، وفي مقدّمتهم متعاملين اثنين في الهاتف النقّال يعدّان من أكبر زبائن القناة، إلى (الانسحاب) تدريجيا من التعامل مع هذه القناة، وهو ما سينعكس سلبا على إيراداتها ويجعلها مهدّدة بالإفلاس المالي بعد أن أفلست إعلانيا· وإضافة إلى المقاطعة الشعبية، أعلن العديد من الفناّنين الجزائريين مقاطعتهم الفنّية للقناة التونسية المذكورة بسبب خطئها الشنيع ذاك، وهو ما سيدفع بالكثير من المشاهدين الذين كانوا يتابعون (نسمة) من أجل الفنّانين الجزائريين إلى العزوف نهائيا عن مشاهدتها، وهو نفس ما يُنتظر أن يقوم به مشاهدو القناة في مختلف البلدان الإسلامية، لتدفع (قناة بيرلسكوني وقروي) ثمن استفزاز المسلمين غاليا·