كرم عشية أول أمس بدار الثقافة" عبد القادر علولة" بتلمسان الشيخ مصطفى عبورة و نجله الشيخ خير الدين عبورة من كبار شيوخ الفن الأندلسي وتأتي هذه الوقفة التكريمة ضمن سلسلة التكريمات التي ينظمها معرض النوبة لأبرز شيوخ الفن الأندلسي الأصيل الذي كان قد انطلق في الثالث من شهر سبتمبر و المقرر تواصله إلى غاية السابع عشر من شهر نوفمبر القادم والذي تنظمه دائرة التراث غيرا لمادي و الكوريغرافيا فبعد تكريم الشيخ العربي بن صاري و نجله الشيخ رضوان بن صاري في افتتاح معرض النوبة وتكريم رواد الفن الأندلسي ، تم بعدها تكريم الأستاذ سيد احمد سري و الشيخ محمد الطاهر الفرقاني بمعية الشيخ قدور درسوني، و كرم الشيخ الغوثي بوعلي ونجله الشيخ محمد بوعلي،و جاء الدور لتكريم ابرز شيوخ الفن الأندلسي بتلمسان وهو الشيخ مصطفى عبورة بمعية نجله الشيخ خير الدين .وقد استهل حفل تكريم الرجلين اللذين قدما الكثير للموسيقى الأندلسية بتنظيم مائدة مستديرة نشطها حفيد الشيخ مصطفى عبورة و طه عبورة، بإشراف السيد نصر الدين بغدادي مدير الأرشيف في الإذاعة الجزائرية والمختص في الموسيقى والباحث في التراث ، الذي سرد للحضور حياة الفنانين، و عرج إلى أهم الأعمال التي ميزت حياة الرجلين ،و إلى الأعمال التي لا زالت محل بحث من قبل الدارسين المهتمين بالفن الأندلسي، حيث ذكر بان جده الشيخ مصطفى عبورة ولد سنة ألف و ثماني مئة و خمسة و سبعون وتوفي سنة ألف و تسع مئة و خمسة و ثلاثون وقد اشتغل أستاذ في الموسيقى و عرف بخوضه لتجربة تنقيط الموسيقى الغرناطي وكان من ابرز التلاميذ الذين درسوا عنده مصالي الحاج كما درس عنده ابنه خير الدين عبورة وأضاف بأنه احتك بكبار مشايخ مدينة تلمسان وعرف أيضا بصرامته في التدريس وتزوج من الابنة الصغرى للفقيه حرشاوي الذي كان مفتيا أما ابنه خير الدين فقد دخل علم الفن في سن صغيرة وأدى الخدمة العسكرية في بلاد الشام و هناك كان يحمل العود دائما و ولج عالم الموسيقى مشيرا إلى أن الأب خير الدين الذي ولد سنة ألف و تسع مئة و ثمانية و توفي سنة ألف وتسع مئة و سبعة و سبعون وعمل كأستاذ لجمعية الغرناطية لتلمسان و عضوا لجمعية السلام منذ سنة ألف وتسع مئة و أربعة و ثلاثون وعمل مسؤول عن الإذاعة الجهوية لتلمسان منذ سنة الف وتسع مئة و ثمانية و أربعون و سجل بعض الأغاني في الخمسينيات كان يحب الموسيقى الكلاسيكية وكان أستاذا في فرقة الغرناطة لمدة ثلاث سنوات وجال معها في مختلف الولايات وكان يساعد الشباب في تعليمهم هذا النوع من الموسيقى وقال المتحدث بان والده خير الدين اشتغال في البلدية لعدة سنوات و تقاعد منها سنة ألف و تسع مئة و ثلاثة و سبعون وقال بأنه قام بإعداد عدة دراسات علمية ودراسة للموسيقى المغربية وساهم في إحياء الموسيقى الأندلسية بالمنطقة مفيدا بأنه ترك أعمال عديدة لتدرس وليتم البحث على عدد منها وتميز حفل التكريم في السهرة بحضور كبير للجمهور التلمساني الذواق للفن الأندلسي والذي غصت به قاعة الحفلات بدار الثقافة "عبد القادر علولة" حيث نشطت اوركسترا الشيخ رضوان بن صاري سهرة غنائية قدمت فيها باقة من الأغاني الأندلسية بأداء من المطرب كريم بوغازي في نوبة رمل مايا ويذكر أن هذه الاوركسترا تحت قيادة فيصل بن كلفات وهو خبير ومختص في الموسيقى ومجال البحوث في الموسيقى العربية الأندلسية وتضم هذه الفرقة أفضل الموسيقيين في المدينة وتعد مدرسة موسيقية ذات سمعة مغاربية إذ شاركت في العديد من المناسبات وقامت بتسجيل ثلاثة ألبومات