على الرغم من بهجة الكل وغبطتهم بحلول عيد الأضحى المبارك من كل سنة إلا انه سنة بعد أخرى أضحت فكرة الاقتناء المبكر للكباش مرفوضة ومستبعدة لدى الكل خاصة وأنها تحمل العديد من السلبيات خصوصا مع حملات الإسكان الجديدة وتلك التحف المعمارية التي لا يهون على البعض تخريبها ببعض السلوكات على غرار تحويلها إلى اصطبلات قبل العيد بأيام كثيرة خاصة وان اغلب الأحياء لا تحتوي على مساحات وأمكنة لوضع الكباش وتتحول مساحة الحي ومعابره إلى مكان لوضعها بكل ما تفرزه تلك السلوكات من سلبيات. نسيمة خباجة دليل ذلك الفوضى التي تحدثها مخلفات الكباش من كلأ وفضلات ناهيك عن انتشار طاولات بيع الكلأ، فتتحول اغلب المدن الحضارية إلى مراعي وكأننا في البادية، وهي من بين الإفرازات السلبية التي تنجر عن الاقتناء المبكر للكباش تبعا للأجواء التي يحبذها الكل على مستوى أحيائهم كونها تلوح باقتراب العيد. في هذا الصدد اقتربنا من بعض الساكنين الجدد على مستوى حي السبالة وحي الموز بباب الزوار، وعين المالحة بعين النعجة إلى جانب الحي الجديد وسط بئر توتة بحيث أن معظم سكان تلك الأحياء نشأوا في بيئة شعبية كانت تطغى عليها أجواء العيد قبل نحو شهر أو شهرين من حلوله إلا أن تلك التحف المعمارية أنستهم نوعا ما أجواء العيد في هذه السنة وخلت أحيائهم الجدية من الكباش على خلاف ما كانت تعرفه أحيائهم القديمة والتي لازالت تطبعها نفس الأجواء على غرار المدنية وباب الوادي.. قال السيد مروان الذي التقيناه بالسبالة انه بالفعل غابت عن حيهم الجديد تلك الأجواء التي ألفوها بأحيائهم القديمة التي كانت تزورها الكباش شهرا قبل عيد الأضحى المبارك أما في هذه السنة وبعد انشغالهم ببيوتهم الجديدة تناسوا أن هناك مناسبة يلوح قدومها من بعيد، وما زاد من ذلك الشعور هو خلو الحي الجديد التام من الكباش وحتى من نقاط البيع على الرغم من شساعة منطقة السبالة ومحاذاتها لمناطق رعوية لكن رأى انه من الأحسن المراهنة بتلك الأجواء التي ألفوها منذ أمد بعيد بأحيائهم القديمة في سبيل ضمان نظام ونظافة الأحياء الجديدة كونه لا يخفى على احد الفوضى التي تخلفها الكباش على مستوى الأحياء ذلك ما لا يليق بالأحياء الجديدة التي هي نعمة وضعت بأيادينا يضيف وجب المحافظة عليها لاسيما وان تخريبها يعود بالسلب على قاطنيها. نفس ما راحت إليه السيدة مونية من بئر توتة والتي قالت أنها تعكف من كل سنة على جلب كبش العيد قبل أسبوع من العيد وهي العادة التي التزمت بها بحيها القديم، لكن في هذا العام وبالنظر إلى النعمة التي رزقهم الله بها، وللمحافظة على بيئة الحي قررت اقتناء الكبش في ليلة العيد ورأت انه لو اتحد الكل في ذلك القرار سينعكس بالإيجاب عليهم سيما وان الحي تتوسطه مساحات خضراء صممت بطريقة رائعة وملأتها الورود ومن شان قدوم الكباش أن يغامر بتلك الجنات الخضراء التي قد تخرب كلية من جراء انتشار الكباش. وبذلك اختار الكل المغامرة بأجواء العيد في سبيل المحافظة على نظام الأحياء الجديدة التي رحلوا إليها مؤخرا منذ شهر تقريبا مما يؤكد عزم الكل على المحافظة على أحيائهم الجديدة.