زارت قطعان الكباش العديد من النواحي الشعبية تزامنا مع اقتراب العيد وهي المقاطعات التي لطالما طبعتها أجواء مميزة تزامنا مع المناسبات الدينية على غرار المولد النبوي الشريف بالنظر إلى دوي المفرقعات الذي يشمل كامل أرجاء الأحياء، وعيد الأضحى المبارك ليس بمنأى عن تلك المظاهر، بحيث نجد قطعان الكباش تزور مبكرا بعض الأنحاء والمقاطعات الشعبية على غرار باب الوادي والمدنية وباش جراح وشوفالي··· وغيرها من المناطق الشعبية الأخرى التي ملأتها قطعان الكباش في هذه الآونة التي لم يتبق منها سوى أيام معدودات تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، فيما غابت تلك الأجواء عن نواحي أخرى بحيث لا يظهر فيها ولا كبشا واحدا يلوح باقتراب العيد الذي هو على بعد أيام قلائل وهي السمة الشائعة ببعض الأحياء الراقية التي يعاب عنها عدم استمتاع ساكنيها بأجواء المواسم· في هذا الصدد اقتربنا من بعض المناطق العاصمية للوقوف على الأجواء التي تطبع بعض مقاطعاتنا قبل العيد فوجدنا بعضها تعج بالكباش إلى درجة يُتخيل لك فيها أن العيد هو على بعد يوم أو يومين، نظير ذلك نجد أن مناطق أخرى غابت عنها تلك الأجواء وكأن قاطنوها أجمعوا على الامتناع عن اقتنائهم المبكر للكباش لكي لا تدخل مناطقهم في تلك الفوضى الناجمة عن مخلفات الكباش، وما لاحظناه أثناء استطلاعنا أن كل منطقة تسير وفق العادة التي عهدت عليها منذ سنوات، فهناك من دأبت على شراء الكباش مبكرا وهناك من تفضل اقتنائها قبيل العيد· بالمدنية وجدنا أجواء بهيجة يطبعها انتشار قطعان الكباش ببعض الأحياء على غرار حي ديار المحصول، وكذا حي الياسمين ناهيك عن انتشار نقاط لبيع قطعان الكباش والتي عرفت توافدا كبيرا من طرف الزوار، هناك من دفعهم فضولهم وهناك من وفدوها بغاية اقتناء كبش العيد· اقتربنا من بعض المواطنين عبر تلك الأحياء فوجدناهم فرحون بها خاصة وأن أجواء المواسم نجدها دوما على مستوى الأحياء الشعبية، أما تلك الراقية فلا يحس فيها المرء بطعم المواسم على حد قول السيد عمر، ليضيف أن تلك الأجواء تزرع البهجة في قلوب الكبار والصغار ومن شأنها القضاء على الروتين اليومي وعودته مباشرة بعد انقضاء العيد، دليل ذلك الوحشة التي تتركها قطعان الكباش على الأحياء بعد مغادرتها ونحرها، وتظهر أغلب الأحياء الشعبية موحشة مباشرة بعد عملية النحر بعد أن كانت تزدان بتلك القطعان أياما قبل العيد على الرغم من بعض المخلفات التي ينزعج منها الكل· بباب الوادي وقفنا على نفس الأجواء الحيوية التي ميزها الانتشار المكثف للكباش في العديد من الأحياء لاسيما ناحية الساعات الثلاث تلك التي تعرف بأجوائها الحية والمميزة وما زاد من الأجواء تلك المبارزات الحامية التي يعقدها شبان الحي بين الفينة والأخرى، وتجتذب إليها الكثير من المتفرجين من هواة تلك المبارزة التي على الرغم من سلبياتها تعتبر عادة لا جدال فيها عبر كامل الأحياء الشعبية·