ينجذب الأطفال الصغار كثيرا إلى كباش العيد بحيث نجدهم ينطلقون صوبها لاسيما مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ويبتهجون لمبارزاتها في الأحياء إلى درجة الإدمان والغياب الطويل عن البيوت وحتى عن الدراسة ذلك ما أدى إلى نتائج وخيمة حيث لاحظ جل الأولياء تردي نتائجهم في الآونة الأخيرة بعد أن صبوا كامل اهتماماتهم حول الكباش فكانت نقمة عليهم. يذهب العديد من الأولياء إلى تأجيل اقتناء الأضحية خوفا من لهو أبنائهم المتمدرسين بها ونسيان دراستهم بالنظر إلى حب الأطفال الصغار للكباش وشغفهم بها، بحيث اشتكى العديد من الأولياء، قياسا على السنوات الماضية وحتى في هذه الآونة، من النتائج المتردية للأبناء بعد انشغالهم وصب اهتمامهم كله بالكباش، ورأوا أنهم لو اقتنوا الأضاحي مبكرا فسوف يراهنون بمستقبل أبنائهم وعلى الرغم من عزوف الأولياء عن الاقتناء المبكر لأضحية العيد إلا أن الدخول المبكر لقطعان الكباش عبر الأحياء بغرض بيعها أثر على الأطفال، وصار احتراز الأولياء من تلك الخطوة دون جدوى، ووجدوا أبناءهم ملازمين لتلك القطعان في كامل اليوم وأهملوا بذلك دراستهم وحتى مأكلهم ومشربهم. وصارت تلك الكباش صديقهم الوفي الذي لا يصبرون على فراقه سوى في الفترة الليلية لأخذ قسط من الراحة لمواجهة نفس البرنامج في اليوم الموالي لاسيما مع العطلة الأخيرة التي استفاد منها المتمدرسون والتي وجدها الأطفال مُناسبة تزامنا مع اقتراب العيد واستمتاعهم بأجوائه المميزة عبر الأحياء، إلا أن ذلك انقلب سلبا على دراستهم ومنهم حتى من أهملوا الواجبات المملاة عليهم من طرف المعلمين ووجد الأولياء أنفسهم في محنة بسبب هوس بعض الأطفال بالكباش والركض وراءها حيثما حلت. في هذا الصدد حدثنا بعض الآباء عن معاناتهم في هذه الفترة بعد هوس أطفالهم بالكباش، وأصبحت مصاحبتهم إلى المساحات الخضراء من اجل الاستمتاع بالكباش أمرا ملزما ينصاع إليه الآباء كرها أم طواعية بعد دخولهم من العمل في الفترة المسائية. يقول السيد مروان الذي كان مع طفليه احدهما متمدرس في السنة الثانية ابتدائي، انه احتار لأمر ولديه المهوسين بالكباش، وان كان الأمر غير مؤثر على ولده غير المتمدرس فانه يختلف بالنسبة للمتمدرس، الذي بات يمكث طويلا بجانب الكباش إلى درجة إهماله لدراسته، ناهيك عن مشاهدته لها من نافذة المنزل، بحيث لا يفوت ابناه ولا كبشا واحدا، وعلى الرغم من اتخاذه قرار عدم اقتناء الكبش في وقت مبكر إلا انه لم يجده نفعا، وتأثر ولداه بما هو دائر حولهما من أجواء سبقت العيد بكثير وليس بيده حيلة تبعا لأعراف وتقاليد المجتمع على حد قوله. مواطن آخر قال انه في العطلة الأخيرة الممنوحة للأطفال لم يشاهد أبناءه الثلاثة يمسكون كراريسهم ولو مرة واحدة على الرغم من تكليفهم ببعض الوظائف المنزلية، وقال انه لم يستطع وزوجته التحكم في زمام الأمور بعد الجنون الذي أصاب أبناءهم بسبب الكباش بحيث صاروا يتبعونها أينما حلت وارتحلت، وهم في نزاع دائم معهما حول اقتناء الكبش إلا انه رفض وفضل التمسك بالخيط الرقيق الذي أصبح يشد أبناءه ودراستهم والذي من شأنه أن يتمزق لو وفد كبش العيد إلى المنزل. وما يمكن قوله أن هوس الأطفال بالكباش يحمل عدة أوجه ايجابية على رأسها انجذابهم وتمسكهم منذ الصغر كمسلمين بتلك السنة المحمدية المؤكدة لكن وجب أن لا يكون ذلك على حساب تسلّحهم بالعلم والمعرفة.