على هامش المعرض الفلاحي المنظم مؤخرا بولاية المدية، ومن خلال تفقدنا لأجنحته كان ل"أخباراليوم"وقفة مع مسييري المزرعة النموذجية شبه المستقلة، الواقعة ببلدية بن شيكاو بنحو13 كلم إلى الجنوب من عاصمة الولاية المدية. المزرعة مختصة بزراعة الأشجار المثمرة على اختلاف أصنافها كالتفاح والبرقوق الكاريفورني والكرز"حب الملوك"والإجاص والمشمش، بالإضافة إلى أنواع الكروم بما فيها المنتجة للخمور، كما يهتم القائمون على تسييرها بإنتاج دجاج البيض واللحوم البيضاء. وحسب أحد أفراد طاقمها الفني فإن المزرعة تتربع على مساحة تقدر ب545 هكتار، المستغلة منها تقدر ب347هكتار، يقوم بالإشراف على تسييرها 7تقنيين بمختلف التخصصات الإنتاجية و139عاملا، وعن واقع الإنتاج وصفه محدثنا بالجيد على العموم غير أنه شهد تدهورا خلال الموسم الفلاحي المنتهي بفعل كثرة التساقط في ماي الماضي، الذي حال دون القيام بعمليات استعمال الأدوية بواسطة الجرارات الحديدية، ما أثر سلبا على إنتاج الكروم التي شهدت ارتفاعا غير مسبوق في الاسعار، ومن بين الفواكه المتلائمة ومناخ بن شيكاو، الكروم التي تتربع على مساحة 124 هكتار يتقدمها نوع "أحمربوعمر" الذي تشتهر بإنتاجه المدية على مساحة 72 هكتار،و أضاف تقني آخر انهم بصدد تطوير إنتاجه كما ونوعا، وعن الكروم المخصصة لإنتاج الخمور قال محدثنا إن المدية كانت تشتهر مناطقها الشمالية المجاورة كإبن شيكاو-وزرة-سي المحجوب-أولاد ابراهيم-تمزقيدة والعمارية، غير ان سياسة الرئيس الراحل هواري بومدين حولت مساحاتها إلى كروم عنب المائدة والحبوب بنسبة تفوق ال75في المائة، أما بمزرعتنا فتبلغ مساحة هذا النوع من الكروم 48 هكتار بثلاثة أنواع، يتم عصرها بمعصرة بوركيكة بولاية البليدة، بواسطة شراكة مع مؤسسة تزودنا بالأسمدة والأدوية. ومن بين المشاكل التي يعانيها أصحاب هذه المزرعة النقص الفادح في وسائل الحرث وتقليب الأرض بواسطة الجرارات الحديدية على وجه الخصوص،و التي يبلغ عددها 14جرارا يعود أغلبها إلى عهد الثورة الزراعية، فيما أن أحدثها تجاوز سنه ال10سنوات، وهي تكلف كثيرا نتيجة الصيانة المتواصلة طيلة العام الفلاحي، وسبق وأن تقدم أصحاب المزرعة بعدة طلبات للاستفادة من تجديد حظيرة العتاد لكن بدون جدوى ، وعن الآفاق حصرها المشرفون على هذه المزرعة في توسيع المساحة المزروعة بهدف زيادة الإنتاج بالنسبة للأشجار المثمرة، وذلك على حساب الأراضي غير المدمجة بالمنطقة، بالإضافة إلى مشروع السقي بالتقطير على مساحة83 هكتار،وذلك من السد المجاور على نحو 500متر،لعجزهم عن تغطية تكلفة العملية ولهذا لجؤوا إلى تقديم الملف إلى مصالح مديرية الفلاحة قبل شهرين وهم في انتظار قبول العملية. ومن بين المشاكل التي يطرحها العمال ضعف المداخيل التي لا تتعدى في مجملها عشرين ألف دينار شهريا، وتنعكس سلبا على العامل المتقاعد بمعاشات تتراوح بين 1.3و 1.4مليون.سنتيم في الشهر، ولكن في حال دعمهم بالعتاد والقروض يقول المشرفون أنهم سيحسنون الإنتاج وبالتالي تتحسن أوضاعهم المعيشية ختمها أحد عمال هذه المزرعة.