مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تستعد الكثير من العائلات الجزائرية للمناسبة باقتناء لوازم وأجهزة متنوعة، لاستخدامها في علمية نحر الأضحية، وفي تحضير مختلف الأطباق الخاصة بالعيد بعدها، خاصة ما تعلق بالشواء، الذي يعشقه الجزائريون كثيرا، ويستمتعون بتحضيره وبمذاقه، ولذلك نجد هنالك أنواعا مختلفة الأشكال والأنواع والأسعار أيضا، ل"الشوايات" المستخدَمة، التي صارت تعرض حاليا عبر الأسواق والمحلات في العاصمة وخارجها. ولأنها تعتبر الأقل ثمناً، مقارنة ب"الشوايات" الكهربائية، فان "الشوايات" التي تعتمد على الفحم، ولا يتجاوز سعرها 200 أو 250 دج على الأكثر، تعتبر الأكثر انتشارا بين الجزائريين، حيث يقبلون عليها مع كل عيد أضحى، وهي مثلما هو معروف تعتمد بصورة مباشرة على الفحم الذي يوضع بداخلها، ثم بواسطة شبكة حديدية يوضع عليها اللحم ومختلف أعضاء الخروف الأخرى لشوائه، وهي الطريقة التي تعتمد عليها الكثير من ربات البيوت، وأيضا الأطفال والشباب، ممن يفضلون تناول اللحم مشويا بهذه الطريقة. غير أن الإفراط في استخدام الفحم لشواء اللحم، ينطوي على عدة مخاطر ينبغي الانتباه إليها، لاسيما في حال تم اقتناء أنواع رخيصة أو مغشوشة من الفحم، حيث كشفت الدراسات الحديثة إلى أن كثرة تناول اللحوم المشوية يؤدي إلى تزايد فرص الإصابة بالعديد من الأمراض السرطانية، حيث أكدت ذات الدراسات وجود 300 مركَّب سام في الدخان المتصاعد من الفحم، منها 47 مركبا من مركبات الهيدروكربونات عديدة الحلقات ذات التأثير المسرطن، فعندما يتم حرق فحم الشواء تنبعث أنواع كثيرة من الملوثات في الهواء الجوي، وتشمل هذه الملوثات جسيمات الفحم والعناصر النادرة، إضافة إلى العديد من العناصر مثل الكبريت والنيتروجين والأيدروكربونات، وبعضها مواد ذات خطورة كبيرة مثل ثاني أكسيد الكبريت، وخاصة عندما يتأكسد إلى حامض الكبريتيك، ويتفاعل جزء منه مع بعض العناصر الموجودة في الجو لتكوين مركبات كبريتية دقيقة الحجم، كما أن قطرات الدهون التي تسيل نتيجة شواء اللحم منه تسقط على ألسنة اللهب ذات الحرارة العالية فتتكون مركبات سرطانية منها تتصاعد مع الأبخرة لتلتصق باللحم، لذلك ينصح الخبراء بالحد من استخدام "شوايات" الفحم بسبب ما يتمخض عنها من تلوث للهواء وما تصدره من انبعاثات غازية ضارة بالصحة، وتقليل تناول اللحوم المشوية على الفحم قدر الإمكان مع التأكد من عدم الاتصال المباشر بين اللحوم وألسنة اللهب. ولا تقتصر مخاطر الشواء على الفحم، على المخاطر الصحية فحسب، بل إنها تتسبب أيضا في تلوث الهواء، واختناق الموجودين في مساحات قريبة من المكان، خاصة إذا ما تم استخدام مراوح كهربائية، أو غيرها من الأجهزة، لزيادة اشتعال الفحم. وعليه خرى لشوائه، وهي الطريقة التي تعتمد عليها الكثير من ربات البيوت، وايضا الاطفال و الشباب، منضع عليها اللحم ومختلف اعضاء الخروف الفيفضل طهي اللحوم جزئيا قبل شوائها، لضمان اكتمال نضجها وقتل ما قد تحتويه من بكتريا ضارة، مع الابتعاد عن شواء اللحوم جزئيا واستكمال عملية الشواء في وقت لاحق، لأن هذا يزيد من فرص تكون المواد المسرطنة.