لأننا قوم نفتقد لمنتخب وطني يلبي حاجياتنا ونعجز عن بنائه وإنتاجه كما نريد اهتدى مسؤولونا لحيلة نتمناها مؤقتة لا دائمة كما نتمناها ناجعة وتعطي ثمارها التي نريد، فبدل التكوين والعمل على المدى البعيد لا القريب بالاستثمار في المواهب الموجودة بكثرة في شوارعنا العميقة، توجهوا نحو الاستثمار في ما وراء البحار وما تجود به علينا المدارس الأوربية التي تضم جاليتنا هناك، فالمتتبع لهذه العملية والمتمعن لها جيدا يخرج، بعدة استنتاجات منها الإيجابية ومنها السلبية طبعا· ولكوننا نعشق كل ما هو إيجابي لمنتخبنا سنبدأ بهذا الجانب، من أجل تكوين لاعب قادر على تحمل مشقة المستوى العالي لا بد علينا من تكوينه وتأطيره وفق أسس ومناهج علمية وهذا سيأخذ منا وقت كبير على الأقل خمس سنوات من العمل الشاق وهذا الوقت نحن لا نملكه حاليا نظرا للرزنامة والتحديات التي تنتظرنا سواء القارية أو العالمية، من هنا نستنتج أنه لا خيار لنا سوى الاستثمار والانتفاع بهذه المواهب شرط من له الرغبة في أن يكون واحد منا وهو في بداياته الأولى نحو النجومية كما كان لنا مع رياض بودبوز والوافد الجديد سفيان فاغولي لا كما كان مع بن عربية وحمداني، حتى يكون لنا الوقت الطويل في الانتفاع بمواهبهم حتى يتم إنشاء مراكز تكوين خاصة بمحليينا المنتشرة في ربوع الوطن الغالي الجزائر الحبيبة· لنعرج الآن على النقاط السلبية في هذه المعادلة، إن باتخاذنا لهذا القرار هو تأكيد آخر لفشل مسؤولينا وعجزهم عن فتح تكوين ما تجود به أرحام أمهاتنا من مواهب وعدم قدرتهم على انتشال ولو لاعب يلبي طموحاتنا دون مبالغة خلال مدة حكمهم المتواصلة، فحتى محليينا المتواجدين الآن في كتيبتنا لم يكن لهم من قبلهم أي دعم أو دور فيما وصلوا إليه من مستوى، كما أن هذه الخطوة قد تزيدنا كسلا وخمول في العمل خاصة إذا ما عرفنا أن من ينوي استدعاءهم في قادم الأيام هم لاعبين شباب في بدايات حياتهم الكروية وأن أي نجاح لهم (إن شاء الله) سيكرس هذه القاعدة في الاكتفاء بهم في قادم السنين، كما ستزيد الفجوة بين المحليين والمحترفين خاصة ونحن قوم نهوى السباحة في المياه العكرة، باعتبار إعلامنا الرياضي، نقادنا وتقنيونا واحد ممن يشملهم كلامي، أضف إلى ذلك قضية الوطنية التي ما فتئت تظهر وتكبر في سماء كرتنا، حتى في كثير من المرات بلغت مستويات عالية أثرت بشكل رهيب في معنويات لاعبينا، دون نسيان أبرز نقطة سلبية وهي إعطاء الفرصة لبعض المغتربين للتطاول على رموزنا الوطنية في شاكلة غولام بغض النظر عن صحة كلامه أو لا فإن هذه الخطوة كانت سببا في ظهور هذه النقاط السوداء في سماء كرتنا الصافية ولو لم تكن لنا أي إنجازات· خلاصة القول هي أن هذه العملية جد مفيدة فهي تكسبنا كثيرا من الوقت شرط بالتوازي مع ذلك يجب فتح مراكز التكوين والاهتمام بمواهبنا المحلية حتى نسقط عصفورين بحجر واحد، ربح الوقت وتكوين السلف الصالح لهذا الجيل وإن شاء الله القادم أحلى· * العضو: odissious