“شيخ” قبل أن نتحدّث عن المنتخب الوطني وشؤون كرة القدم الجزائرية، نستسمحك في الخوض في أمر يتعلّق بأحد الرؤساء الجزائريين الذي ذكرك هذا الأسبوع في أحد حواراته ل“الهدّاف” هذا الأسبوع، فهل عرفت من هو هذا الشخص، وما قاله وهل من الممكن أن تردّ على ما قاله ؟ صراحة لستُ مطّلعا على أي شيء مما تقول، لأني كنت منشغلا في الأيام الأخيرة بأمور شخصية خارج الوطن، وبالتالي لم أطالع لا جرائد ولا حوارات ولا هم يحزنون، وأتمنى أن يكون ما قيل عني كلاما جميلا (يضحك). في الحقيقة لا، لأن رئيس اتحاد الشاوية سابقًا عبد المجيد ياحي قال كلاما أخطر... (يتفاجأ) الله أكبر، على كلّ لا أعرف هذا الشخص إطلاقا، ومع ذلك قل لي ما الذي قاله عني بالضبط. قال أنه منذ فترة طويلة تنقل وفريقه اتحاد الشاوية إلى المونستير بتونس من أجل المشاركة في إحدى الدورات، لكنك رفضت المجيء لرؤية فريقه رغم تواجدك في تونس، وأنك قلت له في مرة من المرات لدى التقائك به “واش يا الدزيرية ما زالكم تقتلو في رواحكم”، هذا ما قاله بالضبط.. “يا لطيف” هذا جنون، يبدو أن هذا الشخص لا يستحي على عرضه لكي يقول عني هذا الكلام ويتّهمني بهذا الاتهام الخطير، كيف لي أن أتحدث عن بلدي وأبناء بلدي بهذا الشكل، لست مجنونا لكي أقول كلاما خطيرا كهذا، “سبحان الله”، اسمعني جيدا وحتى يكون الجميع في الصورة، ولا ينساق القراء وشبابنا وراء كلام غير مسؤول كهذا من طرف شخص نكرة، هذا الشخص الذي قلت لي أنه يسمى ياحي، لا أعرفه بتاتا، لم أره إطلاقا، ولم أتحدّث معه، ولا أعرف حتى ملامح وجهه أو صورته، وما قاله يعنيه شخصيا ولا يعنيني لأني لا أعرفه، وعن إدعاءاته بأني لم أزر فريقه في “المونستير” أقول لك أن عددا كبيرا من الأندية الجزائرية تأتي في كل موسم إلى تونس من أجل التربص والقيام بتحضيرات للموسم الجديد، لكني أحجم في كلّ مرة عن زيارتها حتى أتركها تركز في المهام التي أتت من أجلها إلى هنا، لا أن أشغلها وألهيها بحضوري وزيارتي لها، وأكتفي بهذا القدر من الرد على هذا الشخص النكرة بالنسبة لي، والذي أعتقد شخصيًا أنه وأمثاله عندما يغيبون عن الأضواء وينساهم الجميع، يبحثون بأي وسيلة أو طريقة حتى يكونوا في الصورة ويتحدّث عنهم الجميع من جديد، هذا كل ما لدي ومن فضلك فلنغير الموضوع على الفور لأني تحدثت عن شخص لا أعرفه حتى بما فيه الكفاية، ولو أني ألقي كل اللوم والعتاب عليكم أنتم الصحفيين لأنكم تحاورون هذا النوع من الأشخاص... “ربي يهدينا ويهديكم إن شاء الله”. لنترك هذا، قل لي هل لا زلت تتابع أخبار الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني أم أنت بعيد كل البعد عنهما ؟ تريد الصراحة، أنا أتابع من بعيد فقط، أحيانا أطّلع على الأخبار عبر الصحافة المحلية، وأحيانا عبر الأصدقاء فقط، يا بنيّ لقد كبرت في السن كثيرا وصرت لا أحتمل الضغط كثيرا، وأنت تعلم أن كرتنا تجلب لنا الضغط والإرهاق. وهل تابعت مباراة المنتخب الوطني الودية مؤخرًا أمام منتخب لوكسمبورغ ؟ لم أتابعها، لأني كنت مشغولا في أيام عيد الأضحى المبارك، لكني علمت من طرف الأصدقاء أنها انتهت بالتعادل السلبي بصفر مقابل صفر، وأن المنتخب لعب بطريقة جيّدة. هم أصدقاء جزائريون أم تونسيون الذين قالوا لك هذا ؟ لا، هم تونسيون، لكني لم آخذ ما قالوه لي بعين الاعتبار، لأنهم في كل مرة يرغبون في تزيين صورة منتخبنا حتى وإن كان مردوده سيئا، حتى ولو كان ذلك على حساب منتخبهم، وذلك من باب المجاملة. لكنهم لم يكذبوا عليك لأن المنتخب عدا عجزه عن التسجيل فقط لعب جيدًا يومها.. يا أخي هذا أمر مشجّع ومحفّز لمنتخبنا حتى يحسّن مردوده مستقبلا، ويكون في أفضل أحواله يوم يحين موعد المباريات الرسمية المقبلة، ويحين موعد مباراة المغرب الهامة. بخبرتك وتجربتك كلاعب ومدرب قديم وقدير في آن واحد، في رأيك أين يكمن الحل للحد من العقم الذي يعانيه هجوم المنتخب، وإنهاء عقدة عدم تحقيق أي فوز في عدد قياسي من المباريات ؟ المشكل عميق وعميق جدا، لا يكمن لا في تغيير المدربين ولا اللاعبين، منتخبنا اليوم يمرّ بفترة صعبة للغاية، حيث يعرف تراجعا رهيبا من حيث النتائج، وهو التراجع الذي انعكس على مردود كافة خطوطه، فالدفاع صار يتلقى أهدافا والهجوم صار عاجزًا عن التهديف، وغير ذلك، وليس بمجرد رأي خبير وأخصائي أن نغيّر الأمور، بل بعمل قاعدي مدروس واستراتيجية محكمة من طرف المسؤولين للنهوض بكرتنا التي حتى وإن تأهلت إلى كأسي إفريقيا والعالم، إلا أنها لم تنهض بعد، لأن الاستمرارية في تحقيق الإنجازات هي التي تؤكد ما إذا كنا قد نهضنا بكرتنا المريضة أم لا. وما هو هذا المشكل العميق، وما هي الاستراتيجية التي تقترحها للنهوض بهذه الكرة المريضة ؟ لا أنكر أن ما حققناه السنة الماضية يعد إنجازًا كبيرا، لكن هل هو محكوم علينا أن ننام وننهض على إنجاز وحيد في أكثر من عشريتين من الزمن ونقول كفى، لا بد من الاستمرار والعمل على المدى البعيد لسنوات عدة، حتى تبقى الجزائر حاضرة في مختلف المحافل الكروية القارية والعالمية، لا أن نكتفي بالوصول إلى كأس إفريقيا أو كأس العالم وكفى، ونقول أننا وصلنا إلى المستوى المطلوب، طلبت مني أن أحدّثك عن المشاكل التي تعانيها كرتنا وانعكست على منتخبنا سأجيبك. تفضل.. أين هي ملاعب ممارسة كرة القدم في الجزائر ؟ غير موجودة، أين هي ملاعب التدرب في الجزائر ؟ غير موجودة، أين هي مدارس التكوين في الجزائر ؟ ما هو موجود قليل وقليل جدا ويقتصر على فرق تعد على أصابع اليد الواحدة، أين نحن من التكوين الذي قمنا به أيام عزّ كرتنا في الثمانينات ؟ غير موجود، هل لا زالت الفرق المحلية تنتج لاعبين قادرين على اللعب في المنتخب ؟ لا، أين نحن من تكوين المدربين ؟ لقد صرنا نستنجد دوما بورقة المدرب الأجنبي ونحجم عن تكوين مدربينا الشبان. ماذا تقترح إذًا للحدّ من كل هذا ؟ مستقبلنا هو التكوين، فلنعد إلى المدرسة لنكوّن لاعبينا، المادة الخام في الجزائر موجودة ومتوفرة، فشباننا لديهم لمسة سحرية وينقصهم فقط الاهتمام، مدربونا هم أيضا بحاجة إلى من يكوّنهم ويقوم بتأطيرهم، وأستغل الفرصة لكي أوجه نداء إلى السلطات في البلاد. ما هو هذا النداء ؟ على السلطات العليا في البلاد أن تجبر البلديات على بناء ملاعب في الأحياء، يا أخي على الأقل ملعب لممارسة كرة القدم في كل حيّ، عوض تشييد العمارات والفيلات والمحلات وغير ذلك، يا أخي مجرد قطعة أرض صغيرة فقط، يمارس عليها شبان الأحياء كرة القدم، تسمح لنا بالاستثمار فيهم بعدها، وتكوينهم وتأطيرهم كلاعبين محترفين في المستقبل، على الأندية أن تلتفت إلى التكوين وألا ترمي أموالها في الاستقدامات، علينا أن نبني ملاعب تصلح لممارسة كرة القدم، وعندما نوفّر كل هذه الأمور الضرورية، سيكون لنا منتخب قوي، بطولة قوية، ولا نصل اليوم للحديث عن أسباب عقم الهجوم والعجز عن تحقيق الفوز، أتمنى أن تكون قد فهمتني. صحيح كل ما قلته، لكن نفضل ألا نبتعد عن المنتخب الوطني كثيرًا، هل ترى أنه قادر على الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة بعد بدايته المتعثّرة في التصفيات ؟ أنا لا أفكر في 2012 فقط، ولا أبني أهدافي وأفكاري على الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة وكفى، بل أنظر إلى المستقبل من زاوية أخرى، وإلى أبعد من نهائيات كأس إفريقيا المقبلة، البداية كانت عثرة حقا، والحظوظ تبقى قائمة هذا مفروغ منه، لكن ثق أن تأهلنا سيكون بمثابة “تغطية الشمس بالغربال” لأني واثق أن سياسة الترقيع و”البريكولاج” ستتواصل، وإقصاءنا سيجعلنا ننطلق من نقطة الصفر من جديد، حيث سيعرف منتخبنا إبعاد المدرب، إبعاد لاعبين، جلب مدرب جديد، ولاعبين آخرين جدد مثلما تعوّدنا في مختلف السنوات الماضية عقب أي انتكاسة، ولتفادي كل هذا فلنجعل نقطة الصفر من الآن، وليس بعد 2012، ولنكوّن منتخبا قويا بالصبر، منتخبا يعمل على المدى البعيد، منتخبا يكون قادرا على بسط سيطرته قاريا لسنوات عدة، لا أن يهدف إلى التأهل لكأس إفريقيا فقط، وبعدها نقول أننا وصلنا إلى المستوى المطلوب. المسؤولون يبحثون اليوم عن تدعيم العارضة الفنية بمدرب أجنبي كي يساعد بن شيخة في مهامه، أو مستشار فني، هل ترى أنه الحل الأمثل ؟ من فضلكم لا تحدثوني عن المدرب الأجنبي، عن أي مدرب أجنبي يبحثون، المشكل في الجزائر ليس مشكل رجال، الحمد لله الرجال “كاينين” والمدربين متوفرين، الأموال متوفرة بالملايير، لنضع ثقتنا في المدرب المحلي، فلنؤطره ونكوّنه ونضع ثقتنا فيه، ونمنحه الفرصة للعمل على مستوى المنتخبات الوطنية، ثم إننا لو نسلّم بضرورة جلب مدرب أجنبي فهل نحن ندرك عواقب ذلك، وما سيحدث معه. بمعنى ؟ ما الذي سيفعله هذا المدرب الأجنبي والملاعب غير متوفرة، هل لديه عصا سحرية كي يغيّر الأمور ؟؟ في اليوم الذي نكون جاهزين لتوفير الملاعب ومراكز التكوين لا حرج في انتداب مدرب أو مستشار أجنبي، أما الآن لنضع ثقتنا في مدربينا وانتهى الأمر، ولنعمل على وضع حد لسياسة الترقيع الظرفية. نفهم من كل كلامك أن مشروع الاحتراف الذي رعته الدولة وطبقته الاتحادية هذا الموسم، قد لا ينجح في ظل انعدام الهياكل التي تحدّثت عنها ؟ الاحتراف الحقيقي لا هو في الكتابات ولا في الكلام، بل هو في العقول والذهنيات، بل هو احتراف فوق الميدان، على أرض الواقع، نجاحه مرهون بالوقت، وما سنفعله خلال سنوات، مرهون بتحديد استراتيجية مدروسة من طرف أخصائيين، بتنظيم الإدارة، بتوفير الملاعب الصالحة للعب والتدرب، ومراكز التكوين، بالعمل القاعدي على مستوى الفئات الشبانية على المدى البعيد، وبعد خمس أو ست سنوات تظهر النتائج لو نحن طبّقنا كل هذا، وأروي لك حكاية حدثت لي في السابق ما دمت قد طرحت علي قضية الاحتراف. ما هي ؟ كنت عائدًا من تونس مؤخرا وبينما أنا في المطار أنتظر خروج حقائبي، اقترب مني أحد الأشخاص وقال لي : “شرف كبير أن ألتقيك شيخ”، فقلت له “كل الشرف يعود لي شخصيا”، فتحدث من جديد قائلا: “يبدو أنك جئت إلى أرض الوطن من أجل التباحث مع المسؤولين حول ملف الاحتراف ؟” فضحكت كثيرا على ما قاله لي، لماذا ؟ لأني لم أكن على علم بأنهم سيطبقون الاحتراف وسيتباحثون حول أمره. أكيد أن عدم استشارتكم أنتم أهل الاختصاص القدامى حزّ في نفسك كثيرًا ؟ بطبيعة الحال يحزّ في نفسي، نحن القدامى من جيلي أو من جيل 82 كان عليهم أن يسمعونا قبل أن يطبقوا قانون الاحتراف، يا أخي خبرتنا، تجربتنا الطويلة كلاعبين أو كمدربين تخوّل لنا أن نعطي رأينا بصراحة، أن نقدم النصائح اللازمة لنجاح الاحتراف الحقيقي، أن نتحفّظ من أمور ما، للأسف هم أبعدونا، وأنا شخصيا أُبعدت من هذه المسألة كليا، وعندما استفسرت عن أسباب إبعادي قيل لي لأنك رفضت تلبية الدعوة مع القدامى في الصائفة الماضية إلى جنوب إفريقيا لحضور نهائيات كأس العالم، صحيح رفضت التنقل، لكني حر في ذلك، لأن الدعوة قد تلبى وقد لا تلبى، وكل واحد له ظروفه الخاصة، وأنا شخصيا ظروفي يومها لم تكن تسمح لي بالتنقل هذا كل ما في الأمر. بغض النظر عن ذلك، لو يطلب منك مستقبلا أن تساعد المنتخب الوطني أو الكرة الجزائرية ككل، فهل أنت مستعد لتلبية النداء وتقديم يد العون ؟ صدقني أنا ممتعض للغاية مما يحدث، ومستاء مما أسمعه وأراه، فكيف تريدني ألا أساعد بلدي، بطبيعة الحال أنا مستعد لكي ألبي النداء لو يستنجدون بي، مستعد لكي أقدّم يد العون لمنتخبنا ولكرتنا، لبلادي ككل مثلما سبق لي أن ساعدتها في وقت سابق مرارا وتكرارا، لكن لا أن يطلب مني النزول إلى الميدان لأني كبرت كثيرا حيث أبلغ من العمر 74 سنة كاملة، ممكن أن أساعد بآرائي، أفكاري، أساعد في التنظيم، في التأطير نظريا، نحن أهل الاختصاص نملك من التجربة ما يسمح لنا بذلك، عوض أن نهمّش، ولست أنا الوحيد المستعد لتقديم المساعدة، لأن هناك من هم أهل لذلك أيضا. من هم هؤلاء الذين هم قادرون على مساعدة المنتخب عوض الاستنجاد بالكفاءة الأجنبية ؟ لو كنت مسؤولا اليوم على الكرة الجزائرية، لقمت على الفور بالاستنجاد بالجيل الذهبي للكرة الجزائرية، بجيل الثمانينات، بلاعبي 82 الذين صنعوا تاريخا للجزائر، دون استثناء ودون أن أذكر أسماء حتى لا أنسى أسماء أخرى، هم كلهم يستحقون التفاتة من المسؤولين، فلنمنحهم الفرصة لتقديم يد العون لمنتخبنا، المشكل في الجزائر لا هو مشكل رجال ولا أموال، لأن الرجال كما قلت لك منذ قليل موجودون، والأموال والحمد لله متوفرة بالملايير... نحن بلد الملايير... المشكل في أن نقدم على التخطيط لمنهجية مدروسة والعمل على المدى البعيد وتوفير الهياكل والتأطير فقط... ما شاء الله هناك بعض الأندية في الجزائر لا زالت تكوّن لكن الإمكانات المادية تخونها، وفرق لديها إمكانات ضخمة لكنها لا تكوّن، كل شيء يمشي بالعكس. من هي الفرق التي لفتت انتباهك في الجزائر باعتمادها على التكوين ؟ لا أرغب في خلق حساسية بالحديث عن فريق وتجاهل فريق آخر، المهم هناك من لجأ إلى التكوين، ونجح في ذلك ولكن للأسف إمكاناته المادية خانته، وأكتفي بمثال لفريق ليس من القسم الأول، ذلك الفريق التابع لحيدرة (يقصد نادي بارادو) هذا الفريق شاهدته وشاهدت شبانه يلعبون، وحتى إن كانوا لا يطبّقون كرة قدم جزائرية أصيلة، إلا أن مجرد تفكير مسؤوليه في إنشاء أكاديمية يعد إنجازا رائعا سيجني ثماره يوما ما، وعلى الفرق أن تقوم بنفس الشيء من أجل ضمان مستقبل زاهر لأنديتها، ومن أجل تقديم لاعبين محليين لمنتخبنا. لن ننهي حديثنا قبل أن نتحدّث عن الناخب الوطني السابق رابح سعدان، هو يتواجد هذه الأيام على الدوام بتونس بعدما صار محللا لإحدى الحصص الرياضية هناك، فهل حدث أن التقيتما ؟ لا لم تتح لي الفرصة كي ألتقيه، ومنذ مدة لم نلتق. وكيف هي علاقتك به جيدة، أم فاترة ؟ لا، جيدة والحمد لله، سعدان “وليدي”، هو واحد من أبنائنا، عرفته منذ أن كان جنديا شابا وليس من يومنا هذا، أحبه كثيرا، هو شخص متخلق ومدرب جيد ترك بصماته على رأس المنتخب والكرة الجزائرية. لكنه مع ذلك خرج من النافذة مؤخرًا وهو الذي أهّل الجزائر إلى “المونديال”، فهل ترى أنه يستحق الخروج بتلك الطريقة ؟ الخطأ خطأ سعدان في كلتا الحالتين، سواء لو افترضنا أنهم دفعوه إلى تقديم الاستقالة، أو أنه هو من قدم استقالته من على رأس المنتخب بمحض إرادته، لقد كان عليه أن يقول للمسؤولين “وداعا وشكرا” يوم نجح في تأهيل الجزائر إلى “المونديال”، يومها كان سيخرج من الباب الواسع، وتحت التصفيقات، لكنه فضّل البقاء لفترة أخرى، فقاد الجزائر في نهائيات كأس إفريقيا وقطع مشوارا جيدا حيث أوصلها إلى الدور نصف النهائي، ثم فضّل البقاء، وقادها في المونديال، وحقق مشوارا متوّسطا، ولدى عودته وعوض الاستقالة حتى يبقى نظيفا، بقي مرة أخرى، ولا أدري إن كان ذلك مرجعه حبه للمال أم لرغبته في تحقيق نتائج إيجابية أخرى، وبعد تعثّر تنزانيا استقال بتلك الطريقة، فنسي الجميع كافة إنجازاته وخرج من الباب الضيق، وأنا شخصيًا لو استشارني من قبل لقلت له استقل بعد التأهل إلى المونديال أو بعد المونديال مباشرة. قلنا كل شيء ولك الحرية في الأخير لتقول ما شئت.. من الممكن أني سأكون معكم عن قريب في حفل الكرة الذهبية، إذ أني سوف أتنقل إلى وهران يوم 11 ديسمبر من أجل حضور إحدى الدورات الكروية، على أن أكون معكم فلا داعي لكي ترسلوا لي الدعوة لأني منكم وإليكم وسأكون حاضرًا معكم مثلما جرت العادة ومن دون دعوة (يضحك)