لم يعد يسبقنا سوى أقل من أسبوع عن حلول عيد الأضحى المبارك مما جعل العائلات الجزائرية تتسابق مع الزمن بغية التحضير للمناسبة العظيمة على أكمل وجه كونها مناسبة خاصة تتعلق بالنحر، ومن بين تلك التحضيرات المقترنة بالأسبوع الأخير هي شحذ لوازم استيفاء عملية النحر لاسيما مع ما تحتاجه العملية من لوازم متعددة، بحيث راحت العائلات إلى الانطلاق في البحث عن محترفي تلك المهنة الذين ينتشرون في أيام العيد عبر كامل المقاطعات والأحياء الشعبية، فيما يلتزم البعض طيلة أيام السنة بموقع ثابت مثلما هو عليه الحال بمارشي 12 بالعاصمة أين يمكث أحد الشحاذين طيلة السنة بالقرب من السوق لتقديم تلك الخدمة ويقبل عليه الزبائن حتى في غير العيد خاصة أصحاب الأعراس التي ترتبط هي الأخرى بذبح المواشي· إلا أن انتشار آلات الشحذ يكثر بشكل ملفت للانتباه قبيل العيد عبر اأغلب الأحياء ويتخذها بعض الشبان حرفة تدر عليهم ببعض المداخيل للاسترزاق منها، وفيما تذهب أغلب العائلات إلى تحضير سكاكينها وسواطيرها وشحذها ليسهل استعمالها في النحر وتقطيع اللحم والفراغ من الذبح بطريقة أسهل تذهب عائلات أخرى إلى تجديدها في كل سنة ولو أن حتى تلك الجديدة تحتاج إلى شحذها لكي يسهل استعمالها في النحر· اقتربنا من بعض المواطنين وكذا من بعض المقاطعات الشعبية التي تغلب عليها أجواء العيد في هذه الأيام، فمن انتشار قطعان الكباش إلى انتشار الآلات التي تستعمل في شحذ سكاكين النحر، إلى تلك المبارزات الحامية التي يعقدها الشبان هنا وهناك بأحيائهم بغية إضفاء أجواء مميزة على أحيائهم بمناسبة العيد، ووجدنا الإقبال الكبير على تلك الآلات التي انتشرت خاصة أمام الأسواق الشعبية واقتحمت حتى الأحياء وتشكلت أمامها طوابير طويلة من المواطنين استعدادا للعيد المبارك· انتهزنا الفرصة واقتربنا من أحد الطوابير بالمدنية لرصد بعض آراء المواطنين في تلك العادة السنوية التي تعبق برائحة العيد وتلوح بقدومه الفعلي، قالت إحدى السيدات إن لا شيء تهتم به قبل العيد سوى السكاكين كونها تسهل على النسوة ما يتبع عملية النحر من أشغال على غرار تنظيف الأحشاء والرأس والأطراف وهي عمليات تحتاج إلى سكاكين مشحوذة شحذا جيدا لتيسير تلك العمليات المتعبة، والتي تقع على رؤوس النسوة بعد الفراغ من عملية النحر والسلخ من طرف الرجال، وترى أنهم هم كذلك وجب عليهم استعمال سكاكين مشحوذة لتسهيل عملية النحر والفراغ منها بسرعة لذلك تلجأ في كل سنة إلى شحذ سكاكينها وسواطيرها لاستعمالها في النحر وترى أن لا حاجة لها في تجديدها مادام أن تلك الخدمة هي متوفرة كونها لو فعلت فهي تبذر مالها· نفس ما راح إليه السيد عادل الذي قال إن شحذ السكاكين هي ضرورة تحكمها طبيعة المناسبة المتعلقة بالنحر مما يجبر العائلات على الاستعداد لتيسير تلك العملية والتي لا تكون يسيرة إلا بحضور تلك السكاكين المشحوذة·