عرفت المرأة الجزائرية بإدمانها على استعمال التوابل بشكل كبير في بعض الأطعمة واعتادت على التنويع منها تزامنا مع المناسبات والأعياد الدينية بالنظر إلى دورها الفعال في إعداد الأطباق فهي سر نكهة الأطباق وتضفي عليها ذوقا يجعلها محببة إلى النفس بفعل عطرها الجذاب فهي أساس إعداد الأطباق التي تستوحي في الغالب منها نكهتها· نسيمة خباجة وبالنظر إلى المناسبة العظيمة التي سوف تحل علينا بعد أيام معدودات وجدت أغلب النسوة أنفسهن في سباق مع الزمن من أجل التحضير لتلك المناسبة الخاصة والتي ترتبط بعملية نحر الكبش، وهي العملية التي تحتاج إلى العديد من الترتيبات والتحضيرات على غرار تحضير أدوات النحر إلى جانب بعض المستلزمات التي يحتاجها تحضير بعض الأطباق التقليدية التي التزمت بها النسوة الجزائريات في تلك المناسبة على غرار البوزلوف والدوارة أو العصبان وكذا (الباربيكيو) ويعد الطبق الأساسي في اليوم الثاني، فكل تلك الأطباق تحتاج إلى حضور التوابل وتستمد منها نكهتها وطيبها· بحيث عرفت المرأة الجزائرية منذ القدم بالاستعمال الواسع للتوابل وكانت بعض جداتنا يحضرنها بالمنزل بعد الاعتماد على بعض المصادر النباتية سيما وأن جل التوابل هي ذات أصل نباتي· ولازالت أغلبية النسوة يتمسكن بتلك العادات المتوارثة جيل بعد جيل لاسيما وأن أغلب الأطباق الجزائرية تعتمد بشكل واسع على التوابل خاصة تلك المحضرة في المواسم على غرار الرشتة والشخشوخة دون أن ننسى أطباق عيد الأضحى المبارك الذي هو على الأبواب· في جولة لنا عبر بعض الأسواق الشعبية عبر العاصمة وصلنا عبق تلك التوابل من بعيد، بعد أن استعد التجار هم الآخرون للمناسبة بجلبهم كميات معتبرة من التوابل كونهم على يقين من الإقبال المتزايد عليها من طرف المواطنين قبيل العيد، بما تتطلبه المناسبة الدينية العظيمة كما كان الإقبال متزايدا على شتى الأنواع المعروفة وغير المعروفة· اقتربنا من بعض النسوة للوقوف على آخر استعداداتهن للمناسبة السعيدة فأجمعن أن التوابل تعد الحاضرة الأولى في الأعياد لضمان نكهة أطباق العيد واستيفاء متطلبات هيكل الكبش أثناء طبخ أجزاء منه على غرار الرأس لتحضير البوزلوف والأحشاء والكرش لتحضير العصبان مما يستدعي حضور التوابل بكميات معتبرة لتغطية متطلبات كامل الهيكل· عن هذا قالت السيدة مليكة التي التقيناها بالسوق المغطى بمارشي 12 ببلكور إنها تحضر على قدم وساق للمناسبة التي ستدعي إليها كامل الأحباب والعائلة في إطار تبادل الزيارات وتذوق الأطباق، وأضافت أنها تعكف على اقتناء كمية من التوابل والبهارات ذات نوعية جيدة للاعتماد عليها في تحضير الأطباق التي لا نكهة لها لو غابت بعض التوابل لاسيما الأساسية منها كالفلفل الأسود والفلفل الأحمر والعكري والكمون والقرفة وهي عادة التوابل الأساسية التي تعتمد عليها المرأة الجزائرية في أغلب الأطباق تبعا للكيفيات المعدة، لتختم بالقول إنها عهدت على اقتناء تلك البهارات من نفس المحل وهي تضع كامل ثقتها فيه كون أن البهارات صارت محل تلاعب بين التجار وباتت تخلط بمواد تزيد من درجة ألوانها لتمويه الزبائن من أنها جيدة· ذلك ما وضحه ذات التاجر الذي قال إن بهاراته عادة ما يتم جلبها من ولاية بسكرة المعروفة بجودة بهاراتها أو من غرداية إلى جانب ولاية وهران التي اقتحمت عالم البهارات وصارت توابلها ذات صيت وسمعة ليضيف أن سر جلب الزبون هي الثقة المتبادلة بين الطرفين، ولم ينف أن هناك من التجار من يغشون في تلك المواد التي يسهل تعرضها إلى الغش بإخفاء عيوبها وموادها المضافة التي تقضي على وظيفتها الأساسية في إضفاء النكهة، وعن الإقبال قال إنه يتزايد يوما بعد يوم باقتراب عيد الأضحى المبارك وإقبال النسوة على كميات متزايدة لاستيفاء المناسبة من ذلك الجانب·