شدد وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس أمس الثلاثاء على أهمية المحافظة على أمانة الشهداء والمتمثلة في سيادة واستقلال الوطن وبصفة خاصة في هذه (المرحلة الصعبة والحساسة)· وقال السيد محمد الشريف عباس في تصريح للصحافة بالجزائر العاصمة على هامش حفل تلقي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التهاني بمناسبة ذكرى انطلاق ثورة أول نوفمبر 1954 أن هذا (الزمن يعرف تقلبات كثيرة في العالم ومحاولات تصدر من مخابر وبعض المؤسسات للاستنقاص من سيادة الدول والشعوب والحط من قيمتها ولاربما العودة إليها والاستلاء عليها بطرق مختلفة)· ودعا الوزير إلى التجند والتصدي لهذه المحاولات وخاصة من طرف الطلاب الذين -كما قال- هم إطارات المستقبل و(مواصلة حمل الرسالة)· وأكد أن (جزائر اليوم ليست جزائر ال54 أو 62 أو 80 فهي اليوم قوية بمختلف فئات وأفراد المجتمع)، مبرزا في نفس الوقت بأنه يمكن لنا اليوم أن (نعتز) بالإنجازات التي تحققت في مجالات السكن والطرق والسكة الحديد والتعليم والبحث العلمي وبناء المصانع واستصلاح الأراضي وغيرها· من جانبه، جدد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو أمس الثلاثاء دعوته لفرنسا بالإعتراف بجرائمها المرتكبة في الجزائر إبان الحقبة الإستعمارية من أجل (الطي النهائي لهذه الصفحة المخزية)· وذكر السيد عبادو خلال نزوله ضيفا على حصة (نقاط على الحروف) للإذاعة الدولية أن فتح المجال أمام تعاون حقيقي بين الدولتين والشعبين يمر حتما عبر اعتراف فرنسا بالجرائم التي إقترفتها في حق الشعب الجزائري والإعتذار والتعويض عنها· كما رحب بالتصريحات التي أدلى بها مرشح الحزب الإشتراكي الفرنسي المعارض للإنتخابات الرئاسية المقبلة فرانسوا هولاند الذي شارك في المسيرة التي شهدتها باريس إحياء لذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961 معربا عن أمله في أن لا تكون هذه الخطوة مجرد ورقة إنتخابية يتم استغلالها لجلب أصوات المغتربين· وفي رده على سؤال حول العدد الحالي للمجاهدين، أوضح السيد عبادو بأن منظمته لا تمتلك هذه المعلومة التي تبقى من صلاحية الوزارة الوصية، غير أنه ذكر بأن عدد المنخرطين في المنظمة يفوق 100 ألف مجاهد· من جهته، قال وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار أن إحياء الذكرى 57 لاندلاع الثورة التحريرية فرصة لتعريف الشباب بتاريخ وطنه وبطولات شعبه· وأوضح الوزير على هامش الأبواب المفتوحة حول نشاطات الشباب والرياضة المنظمة إحياء لذكرى أول نوفمبر 54 أن هذه المناسبة (فرصة لتعريف الشباب بتاريخ وطنه لاسيما بالنسبة لجيل العشرية السوداء)، متأسفا لكون بعض الشباب يجهل تاريخ وطنه مذكرا بالتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري من أجل استرجاع السيادة الوطنية· وفي سياق ذي صلة، دعا مجاهدون ومجاهدات على هامش حفل الاستقبال الرئاسي الجهات المعنية إلى تقديم يد المساعدات للمؤرخين من أجل تدوين أحداث ثورة أول نوفمبر 1954 حتى تبقى نبراسا يضيئ الطريق للأجيال القادمة لمواصلة حمل رسالة الشهداء· وفي هذا الإطار قال القائد السابق للولاية الرابعة التاريخية خلال حرب التحرير الوطني الدكتور يوسف الخطيب أن الولاية الرابعة قامت بتأسيس جمعية تتكفل بكتابة مختلف مراحل ثورة أول نوفمبر، مبرزا أهمية تسجيل شهادات المجاهدين فرديا وجماعيا لافتا أن عددهم يتناقص مع مرور الوقت وكذا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وثائق وصور تخص تاريخ هذه الولاية· أما المجاهدة مريم بلميهوب فدعت الشباب الجزائري إلى صيانة الجزائر وحمايتها، مؤكدة بأن (حماية الجزائر هو التزام وأمانة في عنقنا تركها لنا الشهداء الذين ضحوا من اجل أن يعيش الشعب الجزائري حرا كريما)·