قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن من شأن عقوبات شديدة تؤدي إلى شل الاقتصاد الإيراني أن تهدد النظام الإيراني وتجعله يوقف تطوير البرنامج النووي، فيما قال الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست تساحي هنغبي إن على إسرائيل منع إيران من حيازة سلاح نووي· وتترقب إسرائيل صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية اليوم الأربعاء حول تطور البرنامج النووي الإيراني وما إذا كان برنامجا عسكريا· ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل مارست ضغوطا من أجل تقديم نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية· ونقلت صحيفة (معاريف) أمس الثلاثاء عن ليبرمان قوله خلال اجتماع مغلق الاثنين إنه (إذا لم تقد الولاياتالمتحدة بعد نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية خطوة تتضمن عقوبات شديدة ضد إيران فإن هذا يعني أن الولاياتالمتحدة والغرب استسلما لوجود إيران نووية)· وأوضح ليبرمان أن العقوبات التي يقصدها يجب أن تكون ضد البنك المركزي الإيراني وعقوبات شديدة ضد صناعة النفط والوقود والغاز الإيرانية كلها· ورأى أن من شأن عقوبات كهذه أن تحقق نتائج ملموسة (والتلويح لنظام آيات الله بأن استمرار سباق التسلح النووي يشكل خطرا على مستقبل إيران واحتمال استمراره في حكم إيران)· وأضاف أنه لا يفهم تفكير الولاياتالمتحدة والغرب في الموضوع الإيراني (على ضوء الأدلة الخطيرة) التي يتوقع أن يتضمنها تقرير الوكالة النووية الدولية التي تقول إسرائيل إنه سيتضمن أدلة على أن إيران أوشكت على حيازة سلاح نووي· ونقلت (معاريف) عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن الولاياتالمتحدة تبحث في الأسابيع الأخيرة عن طرق مبتكَرة تسمح للكونغرس الأمريكي بفرض حظر جارف على شركات أمريكية بإقامة علاقات تجارية مع شركات النفط الإيرانية· ومن جهة ثانية يحاول البيت الأبيض الأمريكي منع نشوء وضع تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط في العالم في حال مقاطعة إيران، وهو أمر يشكل عقبة مركزية أمام فرض عقوبات شديدة على صناعة النفط الإيرانية· من جانبه قال الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست تساحي هنغبي في مقابلة أجرتها معه (معاريف) إنه (من دون عقوبات شديدة فإنه لا يوجد بنظري وزن حقيقي للمجهود الدولي لدفع إيران إلى التراجع عن السعي للحصول على سلاح نووي، وستكون النتيجة أنه بعد هذا التقرير وتقارير خطيرة صدرت في الماضي أننا سنبقى مع إيران عازمة على التقدم نحو القنبلة النووية)· وأضاف هنغبي أنه (ربما سيستسلم العالم للعناد غير المساوم من جانب إيران وفي هذه الحالة فإن إسرائيل، مثلما حدث في الماضي، ستواجه المعضلة لوحدها، ومناحيم بيغن لم يوافق في العام 1981 على وجود سلاح نووي بأيدي دولة عدو، أي العراق، وآمل أن تسير حكومة إسرائيل بهذا الاتجاه في المستقبل)· وتطرق إلى التقارير الإسرائيلية حول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك يبحثان لوحدهما بهجوم عسكري إسرائيلي محتمل ضد إيران وقال إن (الحديث لا يدور حول عملية صناعة قرار سطحية بإمكان شخصين إملاء موقفهما على دولة بأكملها)· وقال هنغبي إن سياسيين ووسائل إعلام في إسرائيل تبالغ في وصف رد الفعل الإيراني عقب هجوم عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية وأن رد الفعل هذا (لا يقترب من سيناريوهات الرعب) التي استعرضتها وسائل الإعلام الإسرائيلية· وتوقع أن (لا تتضرر العلاقات الإسرائيلية مع مصر والأردن، إذ أن إيران الشيعية تهدد العرب السنة المؤيدين للغرب، وعلى رأسهم مصر والأردن، بشكل لا يقل عن التهديد على دولة اليهود) على حد زعمه· واعتبر هنغبي أن (الخطر الكامن بوجود سلاح نووي بأيدي إيران يفوق بنظري بعشرات المرات أي ضرر قد ينجم جراء إحباط برنامجها النووي)، مشيرا إلى أن حيازة إيران سلاحا نوويا يعني توقف التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط· وفي سياق متصل نقلت صحيفة (هآرتس) أمس الثلاثاء عن خبراء غربيين تقديرهم أن لدى إيران قدرة على تركيب قنبلة نووية خلال مدة قصيرة وإجراء تجربة نووية في باطن الأرض إذا ما اتخذت قراراً كهذا· وأشار الخبراء الغربيون إلى أن القرار بهذا الخصوص هو بأيدي قادة إيران وخصوصا المرشد العام علي خامنئي·