تمكّن الدركيون المحقّقون لفرقة الأبحاث للدرك الوطني بالرويبة في قضية الشبكة المتاجرة بالقطع الآثرية المسروقة التي تعود إلى حقبات تاريخية قديمة مختلفة من تفكيك خيوطها بعدما كشفت التحقيقات تورّط أكثر من 5 أشخاص في القضية التي استعملت فيها الأقراص المضغوطة لترويج قطع أثرية نادرة، منها سيوف مزخرفة وقطع نقدية ثمينة للعهد القديمو إلى جانب ميداليات وكؤوس وغيرها من القطع الأخرى. حيث كانت هذه الأخيرة تنشط عبر محاور 6 ولايات من الوطن، في حين أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الرويبة بوضع شخصين منهم تحت الرقابة القضائية· حيثيات القضية تعود إلى تسرّب معلومات إلى مصالح الدرك الوطني تفيد بوجود شبكة مختصّة في المتاجرة بالقطع الأثرية في عدّة ولايات من الوطن، منها تيزي وزو، البويرة، البليدة، سطيف، غليزانوتيارت، تلك العصابة التي بحوزتها قرص مضغوط يحوي 33 صورة لقطع أثرية عند المدعو (س.ر) 53 سنة، بدون مهنة، والذي يقوم بعرضها على الزبائن الرّاغبين في شراء هذا النّوع من القطع الأثرية. حيث تبيّن أن هذه العصابة يقودها المسمّى (ت.م) 43 سنة، بدون مهنة، في حين كشفت المصادر أنه توجد قطع أثرية على مستوى البويرة والمتمثّلة في سيوف حربية قديمة مزخرفة ونقود قديمة بحوزة المدعو (م.م ) 58 سنة، وشريكه المدعو (ع.ح) 32 سنة· الدركيون المحقّقون وبعد استغلالهم لهذه المعلومات قاموا بالتحقيق والتحرّي في القضية وتمكّنوا من استدراج هذه الشبكة من البويرة إلى الرويبة بالجزائر العاصمة، أين ألقي القبض على خمسة أشخاص وهم (م.م)، (ع.ح)، (غ.ل)، (س.ر) و(ز.د) الذين كانوا على متن سيّارة من نوع (بيجو 405). وبعد تفتيش السيّارة عثر بداخلها على 8 كؤوس صغيرة، 3 سيوف مزخرفة، قطعة تقليدية لحاملة السيوف، علبة صغيرة فضّية اللّون، 23 صورة قديمة للآثار للمتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر، صورتان فوتوغرافيتان لتمثالين أثريين، 16 قطعة نقدية مختلفة الأحجام تعود إلى العهد القديم، قطعة نقدية لدولة عربية وقطعة نقدية لدولة أوروبية· مواصلة للتحقيق اكتشف أن المحجوزات ملك لكلّ من المدعو (م.م) و(س.ر)، كما أن مصدر القرص المضغوط تحصّل عليه (س.ر) من عند المسمّى (ر.ج) الساكن بالبليدة قصد عرضه للزبائن الرّاغبين في شراء القطع الأثرية، وهو ما دفع المحقّقين إلى التنقّل إلى البليدة أين تمّ توقيف المسمّى (ر.ج) واقتياده إلى مقرّ الفرقة. وأثناء التحقيق معه كشف الموقوف أن القطع الأثرية الموجودة في القرص المضغوط هي بحوزة المدعو (ت.م) 43 سنة، الساكن بمدينة تيارت، ممّا أدّى إلى تنقّل المحقّقين من الرويبة إلى مدينة البويرة، حيث تمّ تفتيش المحلّ التجاري للمسمّى (محمد) نتج عنه حجز ميزان تقليدي الصنع ذي اللّون الأصفر، ميدالية الألعاب الجامعية للمغرب العربي لسنة 1968، حزام معدني نسوي تقليدي الصنع، قطعة معدنية فضّية اللّون وكأس معدني صغير. كما تنقّل المحقّقون إلى مدينة تيارت لتفتيش منزل المسمّى (ت.م) الذي هو في حالة فرار، أين تمّ حجز 7 قطع أثرية. وبعد التحقيق مع المسمّى (ب.م) البالغ من العمر 36 سنة، اعترف بأن القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء عملية التفتيش هي ملك له، وأنه توجد ثلاثة عشر قطعة أخرى مختلفة الأشكال والأحجام في منزل صهره المسمّى (ج.خ)، وبعد تفتيش مسكن هذا الأخير تمّ حجز ثلاثة عشر قطعة أثرية من مختلف الأحجام على إثرها تمّ توقيفه واقتياده إلى مقرّ الفرقة لمواصلة التحقيق، أين حضر إلى مقرّ الفرقة أخصّائيون في علم الآثار بالديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية والمحمية بالجزائر العاصمة، والذين أكّدوا أن المحجوزات (16 قطعة نقدية التي وجدت داخل السيّارة) هي آثار قديمة وتعود إلى الفترة الرّومانية، و(ال 20 قطعة أثرية التي تمّ حجزها بمدينة تيارت) هي قطع أثرية مصنّفة وتعود إلى الحقبة البونية، الرّومانية والفينيقية، أمّا الميزان الذي حجز بمدينة البويرة فهو قطعة أثرية تعود إلى العهد العثماني لسنة 1736· من جهة أخرى، وبولاية فالمة وبناء على معلومات عن شخص يحوز مجموعة من القطع الأثرية يعمل على المتاجرة بها، قام عناصر الدرك الوطني ببوشفوف بتوقيف المعني بالأمر (ض.ل) 28 سنة، على مستوى الطريق الوطني رقم 16 الرّابط بين مدينتي سوق أهراس وعنابة، كان يحمل كيسا بلاستيكيا وبداخله 03 قناديل رومانية وصحن يعود إلى الحقبة الرّومانية، وقد صرّح المعني بأنه قام بجلب القطع الأثرية من ولاية سوق أهراس· وكيل الجمهورية لدى محكمة بوشفوف أمر بوضع المعني بالأمر تحت الرقابة القضائية·