تستمر الحرب الضارية على الإسلام والمسلمين في فرنسا (الإخاء والحرية والمساواة) التي حوّلها نظام ساركوزي إلى فرنسا الكراهية والعنصرية، وفي هذا السياق، قامت جماعة يمينية متطرفة تحمل اسم (لي زيشابي بيل)، بإضرام النار في مسجد بمونبليار شرق فرنسا· وأضرمت الجماعة النار في صندوق قمامة يستند إلى جدار المسجد الخلفي، فاحترق جزء منه· وقال مسؤول المسجد، وحيد غرابي، بعد أن اكتشف الحريق عندما جاء يفتح باب المسجد لأداء الصلاة (كانت النيران تشتعل فاتصلت برجال الإطفاء الذين تمكنوا سريعاً من إخماد الحريق)· وأضاف أن مسؤولي المسجد سيقررون مع البلدية صاحبة المحل، إذا كان المسجد مازال صالحاً للعبادة، مندداً (بعملية جبانة) و(عنصرية بلا تردد)· وتابع غرابي أنه عثر على ورقة كتب عليها (لي زيشابي بيل) (الجميلات الفارات) قرب المحل، وهو من المباني الجاهزة، يستعمل مكاناً للعبادة في انتظار بناء مسجد جديد· وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مسجد للحرق في فرنسا، ففي أكتوبر عام 2009م تم إحراق مدخل مسجد كولومييه جنوبي غربي فرنسا وألحقت أضرار بقاعة المدخل قبل أن يسيطر عليه رجال الإطفاء سريعًا، وذلك بعد أسبوعين من تدنيس 148 ضريحًا لجنود مسلمين في المقبرة العسكرية في نوتردام دو لوريت شمالي البلاد· من جهته، ندد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بحادث حريق مسجد (مونبليار) شرق فرنسا، واصفاً إياه بالفعل (العنصري والجبان)· كما ندد عميد المسجد الكبير في باريس دليل أبو بكر، بهذا الحادث قائلا في بيان له: (نؤكد إدانتنا لأعمال الإسلاموفوبيا التي تحيط بجمهوريتنا التي من المفترض أن تكون علمانية)· وأشار مسجد باريس الكبير إلى أنه تم حرق قاعة صلاة للمرة الثانية يوم الخميس بمونبيلار (بوزونسو) بحيث أعرب عن (استنكاره الشديد) تجاه هذا العمل (الجبان والعنصري)· وجاء في بيان للمسجد (تلقينا باستنكار شديد نبأ عملية حرق مرفقة بمنشورات عنصرية ومعادية للإسلام استهدفت للمرة الثانية قاعة للصلاة بشارع مون بار بمونبيلار)· وأكد من جديد على (تنديده الشديد تجاه هذه الأعمال المعادية للإسلام التي تؤثر سلبا على مجتمعنا وتزيد من هشاشة حياتنا معا)· وأضاف ذات المصدر أن مرتكب أو مرتكبي هذا العمل قام (قاموا) بإضرام النيران بسلة فضلات موجودة بالواجهة الخلفية للمسجد في حوالي الساعة الخامسة صباحا· وقد احترق حائط بكامله لكن لم تنتشر النيران إلى باقي البناية· وأشار مرصد الأعمال المعادية للإسلام التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى إحصائيات وزارة الداخلية التي تفيد أن عدد الأعمال المعادية للإسلام ارتفع بنسبة 20 بالمائة خلال الأشهر التسعة الأولى لسنة 2011· وأوضح المرصد أن هذه الأرقام التي (تخص الإسلام ومعاداة الإسلام والسب والأعمال العنصرية ارتفعت خلال الفترة الممتدة ما بين 1 جانفي و 30 سبتمبر بنسبة 22 بالمائة أي ما يعادل 115 شكوى أودعت خلال هذه الفترة على مستوى محافظات الشرطة والدرك الوطني)، مشيرا إلى أن هذه الأرقام تخص (كل الأعمال بمختلف أنواعها: كتدنيس المقابر والمساجد والاعتداءات والسب والاستفزاز وحرق القرآن ورميه في القمامات)·