حمّل دليل أبو بكر، عميد مسجد باريس، اليمين الفرنسي مسؤولية الاعتداء "الجبان" الذي تعرض له مسجد مونبيلار بالقرب من بزنسون الواقعة شرق فرنسا، والذي تسبب في إتلاف أجزاء منه. * وقال دليل بوبكر في تصريح ل "الشروق" من فرنسا: "هذا الاعتداء الجبان، هو نتيجة منطقية للخطاب المتطرف المشحون ضد المسلمين والمهاجرين، والذي تقف وراءه بعض الأحزاب اليمينية المعروفة"، من دون أن يسميها. * وكان مجهولون قد أضرموا النار في صندوق قمامة يستند إلى جدار المسجد الخلفي لمونبيليار، ما تسبب في حرق أجزاء منه، وفق مسؤولي المسجد والشرطة. وقال إمام المسجد الجزائري، وحيد غرابي، إنه اكتشف الحريق عندما جاء يفتح باب المسجد لأداء الصلاة الفجر، ما اضطره للاستنجاد برجال الإطفاء لتطويق الوضع. * وأضاف عميد مسجد باريس، "لقد أصبح الخطاب اليميني العنصري، خطرا على وحدة واستقرار فرنسا"، مشيرا إلى أن المسجد الذي تعرض للحرق، هو عبارة عن مصلى، كانت بلدية مونبيليار قد أهدته لمسلمي المنطقة، المعروفة بمصانعها الكثيرة التي تستقطب أعدادا معتبرة من المهاجرين. * وقال محمد الونوغي، مسؤول الأئمة بمسجد باريس، في اتصال هاتفي، إن مجريات التحقيق الأولية، تشير إلى تورط مجموعة متطرفة تقودها نساء، علما أن الاعتداء يعتبر الثاني من نوعه في ظرف أقل من شهرين، وقد استهدف الاعتداء الأول شاحنة تابعة لهذا المسجد، الذي يوجد في شرق فرنسا، وهي منطقة لم تسجل بها عمليات عنصرية ضد المسلمين، عكس مناطق الجنوب. * وذكر بوبكر أن المصلّى الذي تعرض للاعتداء جزائري وكذلك إمامه، وهو تابع لمسجد باريس، وقد تقرر ترقيته إلى مسجد، وستبدأ أشغال البناء قريبا، بعد أن وعدت بلدية مونبيليار بتخصيص قطعة أرض لتجسيد المشروع. * واعتبر المتحدث أن ما تعرض له مسجد مونبيليار، جزء من الحملة العنصرية التي يتعرض لها المهاجرون والمسلمون، مشيرا إلى أن ما نشرته أسبوعية "شارلي إيبدو" مؤخرا، ليس إلا وجها من أوجه هذه الحملة العنصرية، في حين اعتبر بوبكر قرار العدالة بوقف مشروع إنجاز مسجد مرسيليا الكبير، موقفا بخلفيات مغايرة. وقال دليل بوبكر إن فدرالية مسجد باريس توجد في اتصالات متقدمة مع رئيس بلدية مرسيليا جان كلود غودان، من أجل إزالة العراقيل التي تواجه إنجاز المشروع المتوقف. * وقال وحيد غرابي للوكالة ذاتها إنه عثر على ورقة بالقرب من المسجد، كُتب عليها "لي زيشابي بيل"، وهي العبارة ذاتها التي عثر عليها مع رسالة عنصرية مطلع أكتوبر الماضي قرب شاحنة صغيرة يملكها المسجد، كانت قد تعرضت أيضًا إلى حريق متعمد.