تم يوم الأربعاء الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس بث فيلم وثائقي بعنوان "المشكل : شهادة الشعب الصحراوي" لجوردي فيرير وبابلو فيدال (إسبانيا) وهذا أمام جمهور مصدوم بالتجاوزات الخطيرة المرتكبة من قبل قوات الإحتلال المغربية ضد السكان الصحراويين في الأراضي المحتلة. ويعد هذا الفيلم المطول الذي يتطرق إلى كفاح الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير والذي تم تصويره سرا لمدة خمس سنوات شهادة صارخة عن "اللاعقاب السائد في الصحراء الغربية حيث يعد الخوف والإهانة والتعذيب والإنتهاك المستمر لحقوق الإنسان ما يميز الحياة اليومية للصحراويين". وينقل هذا الفيلم الذي برمج بمبادرة من الأرضية من أجل التضامن مع الشعب الصحراوي لإحياء ذكرى التفكيك العنيف لمخيم اقديم إيزيك من قبل القوات المغربية في نوفمبر 2010 ومواصلة الحملة من أجل تحرير المعتقلين السياسيين الصحراويين شهادات مفحمة لمناضلين من أجل حقوق الإنسان حول سوء المعاملة التي يمارسها في حقهم الجيش والشرطة المغربيين بدعم من المستوطنين. ويروي المناضلون من أجل حقوق الإنسان ظروفهم الإلعتقالية وأعمال التعذيب التي تعرضوا إليها طيلة سنوات وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية من قبل الجيش والحكومة المغربية التي تخوض حربا ضد شعب يناضل من أجل حقه في تقرير المصير. وحسب المخرجين فإن هذه الحرب تكلف المغرب حوالي 3 ملايين دولار في اليوم. ويبث الفيلم الذي أنجز بكاميرا فيديو بسيطة مدعمة بصور فيديو سجلها صحراويون على الهاتف النقال صورا بشعة تظهر قمع صحراويين رافعين علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ونساء تعرضن لعنف لا مثيل له في الشارع من قبل الجيش المغربي ووجوه دامية لاطفال تسحب تحت الأقدام وتلنيش مواطن صحراوي تجرأ على المناداة ب"صحراء غربية حرة". كما تم التنديد في العديد من الشهادات بتواطؤ إسبانيا التي وقعت على اتفاقيات مع المغرب من أجل استغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية مع اتهام فرنسا أيضا بسبب صمتها على نزاع الصحراء الغربية كونها "تدعي مبادئ المساواة والحرية وحقوق الإنسان لكنها تتظاهر بجهل حجم مأساة الشعب الصحراوي" المحروم من كل حقوقه. وفي شهادتها تطرقت المناضلة الصحراوية من أجل حقوق الإنسان أميناتو حيدر إلى ظروف الاعتقال في السجون المغربية حيث تم اعتقالها لفترة طويلة قبل إطلاق سراحها تحت الضغط الذي مارسه المجتمع الدولي. كما أكدت على اغتصاب النساء الصحراويات من قبل الجنود المغربيين بالاضافة إلى إختفاء المناضلات والإهانات وحالات التعذيب التي يتعرضن اليها. من جهتهم يؤكد معتقلون سابقون بأن صحراويين حرموا خلال سنوات اعتقالهم الطويلة من حق زيارة أقاربهم لهم. كما صور المخرجان خفية دخول عسكريين مغربيين إلى مدرسة حيث ارتعب الأطفال لرؤية جنود وهم يحملون السلاح. وخلال النقاش الذي تلي هذا العرض تطرق الجمهور الذي صدم لحجم أعمال العنف التي يتعرض لها الشعب الصحراوي سيما إلى مسألة المهام المحدودة لبعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) ونجاعتها في حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. وتساءل متدخلون آخرون عن نوايا الاتحاد الأوروبي الذي وقع على اتفاقيات ومنح الوضع المتقدم "لدولة احتلال". وتأسف البعض الآخر أمام "الغموض" الذي يميز الصحافة الفرنسية عندما يتعلق الأمر بمطالب الشعوب ونظام "الكيل بمكيالين" الذي تطبقه على حساب القضية الصحراوية. كما تم التأكيد خلال النقاش على ضرورة التكفل بالأزمة الإنسانية الخطيرة السائدة في الصحراء الغربية حيث يتعرض السكان "لقمع شرس وظلم دون الاكتراث للشرعية الدولية وفي ظل لا مبالاة المجتمع الدولي".