تحدى الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الملك المغربي محمد السادس الذي أكد أن الرباط متمسكة بورقة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وقال زعيم البوليساريو أن الشعب الصحراوي لن يقبل بأقل من الإستقلال التام عن المملكة. وأكد محمد عبد العزيز في كلمة له بمناسبة إحياء الذكرى الأولى للإعتداء المغربي على مخيم اكديم إيزيك للنازحين الصحراويين في 8 نوفمبر 2010، أن الإستقلال الوطني لبلاده يعتبر الحل الوحيد لنزاع الصحراء الغربية الذي يلبي المطلب القانوني الشرعي لكل الصحراويين، مضيفا أنه بعد كل الملاحم البطولية التي خاضها والتي سيخوضها الشعب الصحراوي لم يعد هناك أي مجال لأي حل لنزاع الصحراء الغربية ألا وهو الإستقلال الوطني الحتمي. وكان الملك محمد السادس قد جدد في خطابه مؤخرا طرح المخزن المتعلق بفرض الحكم الذاتي على الشعب الصحراوي، كما لم يتوان عن غلق الباب أمام الجهود الأممية لحل النزاع دبلوماسيا بوضع شروط مسبقة للتفاوض. وفي رده على هذا الخطاب قال زعيم البوليساريو أن خيار الشعب الصحراوي في إقامة دولته المستقلة والذي لا رجعة فيه، هو خيار لن يمثل أي تهديد لجيرانه وأشقائه بل هو تأكيد ودعم لرغبته الصادقة في إحقاق السلام الحقيقي والدائم القائم على احترام إرادة الشعوب على أساس الإحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون بين بلدان، وشعوب المنطقة لتحقيق طموحاتها المشروعة في بناء اتحاد مغاربي موحد. كما تحدث عبد العزيز بالمناسبة عن ضحايا العملية الإرهابية التي شهدتها مخيمات اللاجئين الصحراويين في 22 أكتوبر المنصرم والتي أدت إلى اختطاف ثلاثة متعاونين أوروبيين من جنسيات إسبانية وإيطالية، معربا عن تضامنه مع عائلاتهم قائلا إنه ستظل جهودنا مكثفة ومتواصلة حتى يتم تحريرهم بأسرع الآجال. على صعيد آخر أكد بيان لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان أن سلطات الاحتلال المغربي قامت بنقل عميد الشرطة المركزي المجرم العربي حريز رئيس الأمن الإقليمي بمدينة الداخلة، وهو أحد المسؤولين الرئيسيين عن اختطاف وتعذيب وإساءة معاملة واعتقال وتلفيق التهم للمدنيين الصحراويين بمخابئ سرية وعلنية إلى مدينة تمارة المغربية بعد أن انتهك لثلاثة عقود حقوق الإنسان للمدنيين الصحراويين العزل. وفي نفس السياق تم نهاية الأسبوع بباريس بث الفيلم الوثائقي بعنوان “المشكل : شهادة الشعب الصحراوي” لجوردي فيرير وبابلو فيدال (إسبانيا) وهذا أمام جمهور مصدوم بالتجاوزات الخطيرة المرتكبة من قبل قوات الإحتلال المغربية ضد السكان الصحراويين في الأراضي المحتلة. ويعد هذا الفيلم المطول الذي يتطرق إلى كفاح الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير والذي تم تصويره سرا لمدة خمس سنوات شهادة صارخة عن اللاعقاب السائد في الصحراء الغربية، حيث يعد الخوف والإهانة والتعذيب والإنتهاك المستمر لحقوق الإنسان ما يميز الحياة اليومية للصحراويين.