شهد عدد من ولايات جنوب السودان يوم الجمعة مظاهرات تطالب بالانفصال وإقامة الدولة المستقلة، فيما أعلن أن رئيس حكومة الجنوب سلفا كير سافر إلى كينيا لإجراء فحوصات طبية. وشاركت عدة تنظيمات سياسية في هذه المظاهرات التي نظمت بمدن الجنوب وخاصة العاصمة جوبا ومدينتي بحر الغزال وملكال، وأكد المشاركون رفضهم البقاء في إطار دولة واحدة مع شمال السودان. وطلب هؤلاء المتظاهرون حكومة جنوب السودان بألا تنتظر حتى الاستفتاء المقرر في جانفي المقبل، وأن تعلن فورا دولة في الجنوب. وقال بعض القياديين في التنظيمات المشاركة في المظاهرات إن الوحدة فشلت، والاتفاقات التي تم توقيعها مع الحكومة المركزية في الخرطوم لم تحقق أي شيء للجنوبيين. وبالتزامن مع المظاهرات الانفصالية نظم عدد من أعضاء حزب التحرير السوداني اعتصاما في العاصمة السودانية الخرطوم عبروا خلاله عن رفضهم المطلق لكل محاولات انفصال جنوب السودان عن شماله. وانتقد المعتصمون اتفاق نيفاشا الموقع بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان الذي أقر مبدأ الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، واصفين الاتفاق بأنه »جريمة نكراء«. وتأتي هذه التطورات في وقت ينتظر أن يعقد فيه السبت بالخرطوم اجتماع بين ممثلين لحكومة جنوب السودان مع الحكومة السودانية لبحث جملة من المسائل أبرزها اقتسام عائدات النفط بعد الاستفتاء. وفي الأثناء، أعلن في جوبا أن رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير سافر إلى كينيا لإجراء فحوص طبية بسبب معاناته من الإجهاد. وقال وزير شؤون مجلس الوزراء في جنوب السودان كوستي مانيبي إن »كير أجرى بعض الفحوص في نيروبي، وكل شيء على ما يرام«. وأضاف أن الفحوص الطبية التي خضع لها سلفا كير لن تؤثر مطلقا على برنامج المباحثات المتعلقة بالتمهيد لاستفتاء تقرير المصير. يذكر أن اتفاق السلام الموقع في 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان نص على إجراء استفتاء على استقلال الجنوب في بداية 2011، كما أسس حكومة شبه مستقلة في الجنوب.