شددت الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان على ضرورة اجراء استفتاء تقرير المصير في مواعيده مطلع العام القادم، وطالبت الاممالمتحدة بالاشراف عليه في حال عرقلة شريكها في الحكم المؤتمر الوطني، الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير، اجراءه في الموعد المحدد. ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن النائب الاول للرئيس السوداني، رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت قوله: "انه سيصوت للانفصال لان خيار الوحدة لم يعد جاذبا غير انه اكد على الحرية الكاملة لدعاة الوحدة والانفصال لطرح خياراتهم للناخبين من دون حجر او اعتداء من اي طرف". واضاف "انه لم ير في السنوات الخمس الماضية من تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ما يدعوه الى التصويت الى الوحدة"، وتابع "لدي تقييمي الشخصي في قضيتي الوحدة والانفصال، وانا شخصيا سأصوت للانفصال، ولكن هذا سيحدث في حينه عند الاستفتاء". وشدد "حتى لانعود الى الحرب مرة اخرى ندعو الى احترام خيار الجنوبيين.. في حالة الوحدة سنحترم خيارهم وفي حالة الانفصال نطالب الشمال والمجتمع الدولي بقبول ذلك، والا ستتعرض المنطقة الى حروب وتعقيدات جديدة". وحذرت الحركة من الاعتداء على الشماليين في الجنوب في حال الانفصال، وقالت إنها ستعاقب المعتدين. ودعت في الوقت ذاته الاممالمتحدة والمجتمع الدولي للعمل معا لحماية الجنوبيين في الشمال في اعقاب بروز اصوات حكومية بطردهم، وحرمانهم من حقوق المواطنة. واكدت عدم العودة الى الحرب مرة اخرى الا في "حالة الدفاع عن النفس" اذا اتخذ الطرف الاخر خيار الحرب. وكان آلاف الأشخاص تظاهروا الجمعة في شوارع جوبا عاصمة جنوب السودان، للاعراب عن دعمهم الاستفتاء المتوقع بعد 100 يوم، حول استقلال هذه المنطقة التي تتمتع بشبه استقلال ذاتي. وقد قطع المتظاهرون الذين كانوا يرقصون ويلوحون بأعلام جنوب السودان، السير في ضواحي مطار العاصمة الجنوبية لاستقبال رئيس المنطقة سالفا كير الذي زار مقر الأممالمتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي. ودعا كير الذي اطلق حمامتين بيضاوين ترمزان الى السلام، السكان إلى التصويت بكثافة في الاستفتاء. وقال: لا يحصل الاستفتاء سوى مرة واحدة، واذا ما اضعتم هذه الفرصة فانها ستضيع إلى الأبد. وقد توجه سالفا كير إلى مدفن زعيم التمرد الجنوبي جون قرنق، فعبر شوارع جوبا خلف شاحنة مكشوفة محييا الجماهير الغفيرة على جانبي الشوارع. وسيختار سكان جنوب السودان في التاسع من يناير خلال استفتاء حول تقرير المصير بين استقلالهم والبقاء موحدين مع شمال السودان. وهذا الاستفتاء هو أحد البنود الأساسية لاتفاق السلام الذي أنهى في أواخر 2005 حربا أهلية استمرت أكثر من عقدين بين الجنوب الذي تسكنه أكثرية مسيحية والشمال الذي تسكنه أكثرية مسلمة. وأسفرت هذه الحرب عن مقتل مليوني شخص وقد أججتها خلافات عرقية ودينية وسياسية واقتصادية بين المنطقتين.