قال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء بالدوحة (قطر) إن الجزائر تقيدت على الدوام بالتزاماتها إزاء شركائها سواء بالنسبة للغاز أو النفط وهو ما منحها مصداقية على الصعيد الدولي، رغم أن ذلك كلفها ثمنا باهظا أحيانا· وقال الرئيس بوتفليقة في خطابه خلال القمة الأولى لمنتدى البلدان المصدرة للغاز: (إن الجزائر تقيدت على الدوام بالتزاماتها إزاء شركائها سواء فيما يتعلق بالغاز أم بالنفط وذلكم هو ثمن صدقيتها التي لم يطعن فيها أبدا والذي دفعناه باهظا في بعض الأحيان)· وأضاف رئيس الدولة بأن الجزائر (لن تحيد عن هذا النهج فيما يخص تلبية طلب البلدان المستهلكة)· (ومع ذلك - يضيف الرئيس بوتفليقة -لا بد لنا من التذكير بأن رؤوس الأموال التي يتعين استثمارها في تطوير الصناعة الغازية هي من الجسامة بحيث لا يمكن التصور بأنها تبقى من مسؤولية البلد المنتج المصدر وحده)· واستطرد رئيس الجمهورية يقول إنه (لابد أن يكون استقرار مداخلينا المحصلة من المحروقات واستقرار قدرتها الشرائية من حيث أنهما يشكلان أحد المقاليد الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمعظم بلداننا نتاج مقاربة هيكلية وألا يعرضا بصفة منهجية لمخاطر التقلبات الظرفية)· (وفي هذا الصدد -يضيف الرئيس بوتفليقة -تطرق خبراؤنا موفقين للمسائل المتعلقة بالاستراتيجيات الغازية وبآجال الاستيفاء الطويلة وبالمسائل المترتبة عن الإبقاء على العقود الطويلة المدى في تجارة الغاز)· وأشار رئيس الدولة إلى أن هذا النقاش (تفرضه ضرورة تأمين الشروط لتقاسم الأخطار بين البلدان المنتجة المصدرة والبلدان المستهلكة بالإنصاف بما يشجع على إقامة مشاريع غازية جديدة)· وبخصوص الصناعة الغازية أوضح رئيس الجمهورية أن من بين (إحدى أوائل انشغالاتنا) الخروج بقرارات (ملموسة للحفاظ على استقرارها وتأمين التقدم الذي تستحقه وهذا ينطبق خاصة على مناهج التكيف الأمثل من أجل تجنب الصدمات المضرة بمداخيلنا وتحقيق الاستقرار لسوق الغاز مع ضمان تموين البلدان المستهلكة) مبرزا أن ذلك هو الذي (ما فتئت الجزائر تدعو إليه على الدوام)· وقال الرئيس بوتفليقة أن (المنتدى الغازي) يتيح (فضاء للتشاور والتعاون)، وهو منتدى، يرى الرئيس أنه وُفّق منذ إنشائه بتاريخ ليس منا ببعيد (في أن يصبح أكثر نضجا ومصداقية وفي أن يتحول إلى منظمة حكومية مشتركة تضم إلى يومنا هذا خمسة عشر من منتجي الغاز ومصدريه من سائر القارات منهم ثلاثة بلدان بصفة ملاحظ)· وأضاف رئيس الجمهورية أن المعطيات الراهنة (تعكس على أتم وجه ونحن يجمعنا تمام الوعي بذلك أهمية ما تضطلع به بلداننا من دور ومسؤولية في تلبية الطلب العالمي على الغاز وليس ما تتحمله بلداننا من الجهود والاستثمارات وما تتعهد به من الالتزامات وتتعرض له من المخاطر في مجال التنقيب عن هذا المورد إلا دليلا على ذلك)· للإشارة، فقد اختتمت ظهر الثلاثاء بالعاصمة القطرية الدوحة أشغال القمة الأولى للغاز لمنتدى مصدري الغاز الطبيعي مؤكدة على أهمية العقود طويلة الأمد في تسويق هذه المادة الطاقوية· وقد أشار البيان الختامي للقمة الذي تلاه الأمين العام للمنتدى السيد ليونيد بوخانوفسكي إلى اعتراف البلدان الأعضاء في المنتدى بأهمية العقود طويلة الأمد بين منتجي ومستهلكي هذه المادة الحيوية باعتبارها (الضامن الأساسي لاستقرار الأسواق واستمرار صناعة الغاز)·