صيام الثلاثة البيض معلوم أنه سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصيامها كصيام الدهر كله· حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ· رواه النسائي وصححه الألباني وقال حديث حسن· والثلاثة أيام البيض أطلق عليهن ذاك الوصف لبياض القمر في لياليهن· ويشرح العلماء كيف أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر بانتظام كصيام الدهر كله فانطلاقا من قاعدة الحسنة بعشر أمثالها فصيام الأيام الثلاثة يعدل صيام ثلاثين يوما أي شهر كامل وهكذا كل شهر فكأنه صيام للدهر كله· ومن قبلها لاتنسى أيضا صيام التاسع والعاشر من المحرم لكونه سنة مؤكدة وأجرها كبير· عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى· فقال: (إذا كان العام المقبل - إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع)، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم· رواه مسلم وأبو داود· وفي لفظ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لئن بقيت إلى قابل لاصومن التاسع): يعني مع يوم عاشوراء· رواه أحمد ومسلم· وقد ذكر العلماء: أن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: صوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر· المرتبة الثانية: صوم التاسع، والعاشر· المرتبة الثالثة: صوم العاشر وحده· اللهم أهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت