استنكر مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر موسى عبد اللاّوي على هامش النّدوة التي انعقدت بمناسبة انطلاق الحملة العاشرة لحملة جمع الزكاة لهذا العام بدار الإمام في المحمّدية بالعاصمة يوم الثلاثاء، بشدّة حالة الانفلات والتسيّب التي وجدها ولاحظها في قطاعه من خلال الجولات الميدانية التي قادته منذ تولّيه لمنصبه إلى العديد من مساجد العاصمة وفي فترة قصيرة جدّا منذ تولّيه منصبه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وهذا ما أثار سخطه وغضبه، خاصّة فيما يتعلّق بعدم استجابة الأئمة لبعض المطالب والتوجيهات المرسلة لهم من طرف المديرية. فالعديد من المشاكل واجهت المدير الجديد الذي لم يجد بدا من الاستدعاء الإلزامي للأئمة لحضور الاجتماعات والنّدوات من أجل مناقشة هذه العقبات، خاصّة مع ازدياد الشكاوى المقدّمة للمديرية من طرف مختلف المواطنين بسبب المعاملة السيّئة لفئة معيّنة من الأئمة معهم وردّة الفعل السلبية التي يتّخذونها اتجاههم على الرغم من أن أهمّ صفة في الإمام هي الصبر والتحلّي بالأخلاق التي تمكّنه من حسن الردّ على السفهاء من العامّة الذين يلفّقون له التّهم دون أدلّة واضحة· وقد كان المدير مستاء كثيرا خاصّة من ناحية بعض الأئمة الذين لم يلتزموا بتقديم دروس وخطب حول مناسبة ذكرى أوّل نوفمبر كما نصّت عليه التعليمة الموجّهة إليهم سابقا، إذ أن الخطاب المسجدي يجب أن يكون في الأصل ذا مرجعية وطنية ودينية ويجب على الإمام في كلّ الأحوال أن يحترم القوانين المنظّمة لوظيفته· وأكّد المدير في معرض حديثه أن المديرية تعمل على تصحيح هذه الأخطاء وليس اللّجوء إلى المعاقبة، حيث تعمل في كلّ مرّة على إرسال تنبيه إلى الإمام إذا قدّمت في حقّه شكوى من المواطنين، ثمّ استدعائه من أجل مناقشته في الأخطاء التي قد يكون ارتكبها في حقّ وظيفته والمحيطين به، وحتى الجرد الذي يقوم به المفتشون المعتمدون من طرف القطاع هو ليس للبحث عن البحث عن العثرات وإنما للتصحيح فقط، وفي هذا الإطار يجب أن يكون لدى كلّ إمام سجِّلان يدوّن في أحدهما ما يشتري من وسائل للمسجد أمّا الثاني فيضمّ الأموال الممنوحة للمسجد من طرف المحسنين· ولأن السكن أزمة يعيشها الجميع فإن الأئمة كذلك يعانون من هذا المشكل من خلال عدم استفادتهم في بعض الأحيان من السكن الوظيفي، إذ أن بعض الأئمة لا يتخلّون على سكنهم الوظيفي على الرغم من انتقالهم من المسجد الذي يسكنون فيه إلى مسجد آخر ينشطون فيه، وبالتالي خلق أزمة سكن بالنّسبة للإمام الذي بدوره يعاني خاصّة إذا كان مسكنه الأصلي بعيدا عن المسجد الذي يعمل فيه· كما أشار نفس المتحدّث إلى عدم احترام التسلسل الإداري من طرف بعض الأئمة من حيث إرسال الشكاوى لغير المختصّين، وفي نفس الوقت يرفض بشدّة أخذ الأئمة لتراخيص وعطل من الوزارة مباشرة دون المرور بالمديرية، فيجب أن يبلّغ أوّلا المفتش والمعتمد والمدير بصفة خاصّة· ومن ناحية أخرى، أشار المدير إلى كفاءة وحكمة بعض الأئمة، مؤكّدا ضرورة فتح المجال أمام الأئمة من أجل إبراز طاقاتهم وتغيير حالة الجمود التي يعيشها الخطاب الديني في الجزائر·