انطلقت بالجزائر العاصمة الطبعة الأولى من المهرجان الثقافي الدولي للسينما بالجزائر تحت شعار(أيام الفيلم الملتزم)، والذي سيدوم إلى غاية الخامس من هذا الشهر، ومن المنتظر أن تضم هذه الطبعة العديد من اللقاءات الحصرية لأبرز الناشطين في ميدان السينما الجزائرية والدولية· ونظمت محافظة المهرجان وعلى رأسه المحافظة السيدة زهرة ياحي وهي في نفس الوقت رئيسة ديوان وزارة الثقافة عدة عروض حصرية خاصة بالإعلاميين مع برمجة عدة لقاءات وندوات صحفية مع أبرز وجوه وضيوف المهرجان، ففي اليوميين الماضيين برمج عرض فيلم للمخرج العربي بن شيخة تحت عنوان(ديغول والقنبلة) وقد أثار هذا الفيلم الكثير من الجدل حين عرضه في القنوات الفرنسية، وقد تبع العرض بنقاش مابين الحضور والناشطين في الميدان كما استفاد الإعلاميون من لقاء صحفي جمعهم مع المخرج المتألق العربي بن شيخة، كما حظي المتتبعون للسينما الغربية الاستمتاع بعرض فيلم كوموندوت للمخرج أوليفر ستون ونهاية الفقر للمخرج فيلب دياز، هذا الأخير الذي يحضر المهرجان مدعوا من طرف المحافظة وسينشط اليوم على الساعة الحادية عشر صباحا لقاء صحفيا للإجابة عن مختلف الأسئلة المتعلقة بمواضيع أفلامه والسينما العالمية بشكل خاص· ولم تغب فلسطين عن هذا المهرجان بكونها على رأس السينما الملتزمة، لذا فلقد دعت محافظة المهرجان المخرجة الفلسطينية رما ماري والتي ستعقد جلسة صحفية يوم الجمعة على الساعة العاشرة بمتحف السينما، مع عرض لفيلم أضواء السينما الفلسطينية لنفس المخرجة والذي سيتبع بنقاش حول موضوع الفيلم ومعاناة الفنانين الفلسطينيين، ولأن المهرجان دولي ويضم العديد من الثقافات فإن الأفلام التي ستعرض ستكون متنوعة، والتي منها فيلم الأراضي المفقودة للمخرج بيار فودويرد وفيلم ناميبيا لشارل برنات، فيلم إكوادور لجاك ساراز، وسيحضر أوريفر ستون بفيلم آخر وهو شخص غير مرغوب فيه، ولن يغب المخرج رشيد بوشارب عن هذا المهرجان والذي أثرت أفلامه الكثير من الجدل في هذه السنة، وقد برمجت إدارة المهرجان عرض أحد أفلامه خلال هذه الأيام السينمائية الدولية وهو(غبار الحياة)، وستتبع أغلب العروض بفتح أبواب النقاش ما بين الحضور والناشطين في هذا الميدان· "نهاية الفقر" يُعرض بالعاصمة احتضنت قاعة متحف السينما (سينماتك) مساء الأربعاء عرضا للفيلم الوثائقي (نهاية الفقر) لمخرجه فيليب دياز في إطار فعاليالت (أيام الفيلم الملتزم)، حيث يتناول الفيلم بالشرح والتحليل ظاهرة الفقر وعلاقتها بالأنظمة الإستعمارية والرأسمالية· ويحاول فيلم (نهاية الفقر) (إنتاج 2009) أن يجيب عن أسئلة تتعلق بظاهرة الفقر الذي لايزال آفة خطيرة وشبحا يهدد نسبة كبيرة من البشر، متسائلا في الوقت ذاته إن كان سبب فقر كثير من شعوب العالم يعود فعلا إلى مرحلة العبودية واستغلال الاستعمار لثرواتها ثم الخروج من بلدانهم وتركهم بين براثن الفقر والجهل والمجاعات والكوارث· ويبحث المخرج من خلال فيلمه عن سبب الاختلال الفظيع في التوازن بين أبناء الجنس البشري في امتلاكهم لمختلف الثروات من خلال جمعه حشدا من المختصين والحقوقيين من شتى أصقاع العالم للإجابة عن هذا التساؤل· وكانت إجابة الفيلم بسيطة وواضحة وهي أن الدول المتقدمة امتلكت العالم وتقاسمته وهيأت الحياة الكريمة لشعوبها على حساب ثروات شعوب أخرى لم يكن حظها من التاريخ إلا في سجلات الموتى والأوبئة والحروب الأهلية التي عادة ما تدار لحساب قوى قاهرة ومتحكمة في رقاب العالم وفي الوقت ذاته ممسكة بعنان الخطاب الحقوقي العالمي·