احتضنت أول أمس قاعة سينماتيك، بالجزائر العاصمة فعاليات الطبعة الأولى من مهرجان الفيلم الملتزم والتي ستنطلق ابتداء من اليوم إلى غاية الخامس من ديسمبر القادم، وقد شارك في الندوة التي أقيمت كل من محافظة المهرجان السيدة زهيرة ياحي والسيد الرئيس الشرفي للمهرجان مستشار الوزيرة المكلف بالسينما أحمد بجاوي. وصرحت السيدة المحافظة أنّ تسمية الفيلم الملتزم لا تعني التقيد بنوع معين من المواضيع التي لا تكون لها صلة إلاّ بالسياسة أو المجتمع أو ظواهر أخرى، وإنما يقصد بمفهوم الالتزام المعنى العام لأية مبادئ يحاول المخرج الدفاع عنها من خلال أعماله السينمائية، والتي يتمحور موضوعها إجمالا حول حماية البيئة أو الطفولة أو الأزمة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، كما ستتناول قضايا المرأة ومواضيع أخرى لها علاقة بالوضع العالمي الراهن. كما أضافت أن مواضيع الأفلام التي ستعرض ابتداء من اليوم لن تتحدث عن الثورات العربية لأن الواقع المعاش لا ينحصر فقط في هذه الثورات، بل هناك الكثير من المواضيع المتعلقة بالحياة الاجتماعية والسياسية، وخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة الفلسطينية التي ستكون محور التظاهرة من خلال الفيلم النسائي الفلسطيني، كما ستخصص زاوية لإلقاء نظرة على الفيلم الجزائري حيث ستعرض مجموعة من الأفلام التي تطرقت إلى موضوع الثورة التحريرية، كفيلم ‘معركة الجزائر وغبار الحياة لرشيد بوشارب الذي اعتذر عن الحضور، بسبب ارتباطاته المهنية واستعداده للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته القادمة حسب ما أوضحه المكلف بالإعلام سليم عقار. وأرجعت السيدة زهيرة ياحي عدم مشاركة أفلام تتحدث عن الربيع العربي بسبب مشاركة مخرجين عرب بأفلام ترصد الثورات العربية في مهرجان وهران السينمائي الدولي الذي تنطلق دورته الخامسة في 15 ديسمبر القادم، مما يفرض عدم عرقلة فكرة ومضمون مهرجان وهران على حد قولها. كما وصف السيد بجاوي بأنّ المهرجان سيكون محتشما وبمشاركات بسيطة في هذه الدورة الأولى بحكم أنها ستكون تجريبية وذلك تحضيرا لدورة مميزة العام المقبل كما ستغيب المنافسة في هذه الطبعة بهدف إعادة بعث و إحياء السينما الجزائرية. وللإشارة فإنّ المشاركة ستتضمن 18 فيلما روائيا طويلا من ستة دول هي الجزائر، فلسطين، سويسرا، فرنسا، بلجيكا والولايات المتحدة، وفي حوار للسلام صرحت السيدة زهيرة ياحي بأن التظاهرة ستتفتح بعرض فيلم «الجزائر...ديغول والقنبلة» للمخرج الجزائري المغترب بن شيحة، فيما يعرض فيلم «نهاية الفقر» للمخرج الأمريكي أوليفر ستون إلى جانب أفلام لمخرجين مثيرين للجدل من بينهم «الإكوادور» لجاك سارازين و «ناميبيا» لشارل بيرنات ، ولن تغيب قضية الصحراء الغربية عن فعاليات التظاهرة، إذ سيعرض فيلم «تيروار باردو'' للمخرج جون إيف وندور، يبرز فيه معاناة آخر مستعمرة في القارة الإفريقية، وأضافت من جهتها أنه سيخصص فضاء للنقاش بعد عرض الأفلام مباشرة وذلك بحضور نقاد وسينمائيين ومختصين. وفي سياق آخر قالت محافظة المهرجان أن المخرج الأمريكي أوليفر ستون صرح لها شخصيا لدى مغادرته الجزائر مدى إعجابه وتقديره للصحافة الجزائرية خصوصا وأنها تنقل حرفيا الواقع دون إضافات عكس ما هي عليه الصحافة الأمريكية.