في سابقة خطيرة والأولى من نوعها على مسرح الجرائم التي تشهدها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، والتي اهتزّ لها مواطنو المنطقة، سجّلت مصالح أمن دائرة بواسماعيل بولاية تيبازة خلال فترة لا تتعدّى الثلاثة أيّام وقوع جريمة قتل بشعة تمّت على طريقة الأفلام الهوليوودية الموجّهة للرّعب راح ضحّيتها إطار في شركة للتأمينات الذي نُكّل بجثّته من طرف 4 شبّان، اثنان منهم مراهقان تعرّفوا على بعضهم عبر صفحات (الفايس بوك) ليتركوا بصمتهم فوق الجثّة متأثّرين بفيلم (saw) المرعب، والذي يتلذّذ من خلاله المجرم بتعذيب ضحاياه بأشكال وطرق مختلفة· مجريات القضية تعود إلى ال 24 من الشهر المنصرم، بعد تلقّي مصالح أمن دائرة بواسماعيل بلاغا من طرف سكان حي (بليلي) ببواسماعيل الذي يقطنه الضحّية البالغ من العمر 39 سنة، إطار مفتش داخلي في إحدى شركات التأمين منذ حوالي 5 أشهر بعد كراء أحد المساكن في المنطقة فور قدومه من تمنراست ليستقرّ في عمله المستقدم إليه في ذات المجال في العاصمة. وقد كان اتّصال جيران الضحّية من أجل الإبلاغ عن رائحة كريهة منبعثة من منزله في الوقت الذي اكتشف فيه أن المعني بالأمر لم يظهر للعيان منذ 3 أيّام، ممّا طرح العديد من التساؤلات لدى جيرانه الذي لجأوا إلى خيار التبليغ. وإثر ذلك تدخّلت مصالح الشرطة بعد تلقّيها إذنا من وكيل الجمهورية لتفتيش البيت، ليعثر الأعوان فور ولوجهم إلى المنزل على جثّة الضحّية في حالة متقدّمة من التعفّن ومقتولة بطريقة أدهشت الكلّ وكأن الفاعلين خطّطوا لسيناريو فيلم أمريكي مرعب راج خلال السنوات الماضية والمتمثّل في سلسلة حلقات (saw) لمخرجه جايمس وان، والذي كان من خلاله الممثّل الرئيسي يصطاد ضحاياه بطريقة ذكية ليغتالهم بأبشع الطرق وأغربها، ويظهر المخرج كيف يتلذّذ الفاعل بالجرائم وطرق التعذيب، هي نفس المشاهد تتكرّر مع المجرمين في القضية التي حقّقت فيها مصالح أمن بواسماعيل بقيادة عميد الشرطة عبد العزيز خلف اللّه. حيث كشفت النّدوة الصحفية المنعقدة أمس بمقرّ أمن بواسماعيل أن الجريمة تشبه إلى حدّ كبير ما يدور في الفيلم المذكور، خاصّة وأن الضحّية تمّ ضربه على مستوى الرأس ليسقط على الأرض، ثمّ يأتي آخر من الخلف ويلفّ حول رقبته خيطا كهربائيا وهو عبارة عن خيط موجّه لشحن بطّاريات الهواتف النقّالة، ثمّ لفّوا رأسه بكيس بلاستيكي ووضعوا فوق رأسه وسادة كتب عليها ومن أعلى كلمة (saw) بصلصلة الطماطم (كاتشوب) انتسابا إلى الفيلم وما كان يفعله الممثّل الرئيسي في الفيلم المذكور، كما كتب القاتل كذلك تسجيله الخاص على الموقع الاجتماعي المتداول بكثرة (الفايس بوك) أين التقى بمشاركيه في الجريمة، ويتعلّق الأمر بالمتورّط القاتل الأساسي (ع.م) 18 سنة، يدرس في الطور الثانوي، (ز.ن) 17 سنة. ثانوي، (ر.خ) 18 سنة، حرفي و(ب.م) 16 سنة، ثانوي يقطنون كلّهم ببلدية الدويرة بالعاصمة. حيث تشير التحقيقات الأمنية إلى أن المجرمين الأربعة تعرّفوا على الضحّية عبر صفحات (الفايس بوك) وكان يتردّد شخصان منهم على منزله باستمرار. فبعد فتح التحقيق وسماع كلّ من الجيران ومحيط المنزل، وكذا معارف الضحّية وبعد جمع الأدلّة العلمية من أثار الأرجل والدم المتواجد في المنزل مسرح الجريمة وتحديد المسروقات اكتشف أن مفتاح سيّارة الضحّية والبطاقة الرّمادية تمّت سرقتهما وهي أولى الخيوط التي أوصلت مصالح الأمن إلى المجرمين بعد تطبيق خطّة محكمة وترصّد المجرمين عن طريق انتظار موعد عودتهم لسرقة السيّارة التي كانت لا تزال في الخارج مركونة، خاصّة وأن سرقتها كانت مستحيلة كون المجرمين أغلبهم قصّر وليس بإمكانهم السياقة· استمرّ ترقّب المحقّقين 3 أيّام كاملة، وبعد مرور 6 أيّام على الجريمة اتّفق المجرمون مع أحد أصدقائهم المدعو (ز.م) 20 سنة، القاطن بالدويرة كذلك يملك رخصة سياقة على مرافقتهم لقيادة السيّارة، وفور وصولهم إلى موقع تواجد المركبة وجدوا أعوان الشرطة في انتظارهم ليلقوا القبض عليهم. وتشير التحقيقات إلى تمكّن العصابة من سرقة كمبيوتر محمول، 13 ألف دينار وهاتفين نقّالين· التحقيقات جرّت 18 متورّطا في القضية إلى العدالة، 14 منهم تحصّلوا على استدعاء مباشر لمشاركتهم في الجريمة بطريقة غير مباشرة، فيما أودع ال 4 متورّطين في القتل بصفة مباشرة الحبس بتهمة تكوين جماعة أشرار متبوعة بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، بالاضافة إلى جناية السرقة بالتعدّد وإخفاء المسروقات·