مع قدوم الصيف تتغير الكثير من عادات الجزائريين من اللباس إلى الأكل إلى الإكسسوارات الأخرى، حيث يختار الكثيرون كل ما هو خفيف وسهل، ومن ذلك قصّات الشعر وذلك بالنسبة للذكور والإناث معا. تختلف عادات الجزائريين في قصّ شعرهم وتتنوع على حسب الأذواق والذهنيات كذلك، فمن القصات العادية إلى تلك التي يقصها البعض تشبها بالنجوم العالمية من لاعبي كرة القدم والمغنيين والممثلين وغيرهم، وعادة ما تكون قصات غريبة يهدف من ورائها الشخص إلى أن يبدي إعجابه ويشهره بهذا النجم أو ذاك، لكن هناك كذلك القصات الموسمية والتي تتوافق مع المواسم السنوية، ومع الفصول الحارة والباردة، حيث أن أغلب المواطنين وخاصة النسوة يفضلن قص شعرهن مع حلول فصل الصيف، وذلك حتى لا يضايقهن خاصّة وأن موسم الحر يتطلب اعتناء أكبر بالشعر، ويجعل الفتاة تحسّ بالحر مع شعر أطول، وهو الأمر الذي قالته لنا بعض الفتيات اللائي غيرن »لوكهن« مع بداية الصيف، حيث أقبلن على محلات الحلاقة بكثرة، ورحن يقصصن من شعرهن، ومنهن فريدة والتي قالت لنا إنّها ومع قدوم كل صيف تقوم بقص شعرها، لأنه يضايقها كثيرا في البحر، ومع ارتفاع درجة الحرارة، وحتى تسريحه والاعتناء به يتطلب وقتا طويلا، وهو ما جعلها وبشكل ميكانيكي تتجه إلى الحلاقة مع مقدم كلّ صيف لتقصه، لكنها في المقابل تفضل الاحتفاظ به في باقي فصول السنة، ولهذا، تضيف، فهي تقصه مرة واحدة ثم لا تفعل، وتدعه يستعيد شكله، حتى إذا ما حل فصل الخريف يكون قد بدأ يعود إلى حالته الأولى، أمّا نسرين فتقول لنا إنها المرة الأولى التي تقص فيه شعرها كليا، وأن الأمر كان مجرد صدفة، حيث أن الحلاقة التي ذهبت إليها لم تفهم ما أرادت نسرين أن تقوله له، والقصة التي أرادتها، وحسبت أنها طلبت منها أن تقصه كله ففعلت، ورغم استياء نسرين من الوضع، إلاّ أنه لم يكن أمامها حل آخر إلاّ القبول به، فخرجت لصديقاتها وأقاربها بذلك الشكل الجديد، وتفاجأت بالجميع يهنئها على القصة التي قالوا لها عنها إنها جميلة وزادتها جمالا، ففرحت نسرين، وقررت أن تترك شعرها على تلك الحالة، خاصة وأنها اكتشفت فيما بعد أن تلك القصة عملية كذلك، حيث أنها صارت تحس بشعرها خفيفا، ما يلائم في العادة موسم الحرارة والصيف، أمّا راضية فقصتها تختلف، حيث أنها أحبت منذ وقت قصير المطربة »لايدي غاغا« والتي تعتبر الرقم واحد في الموسيقى العالمية في وقتنا الحالي، وقد قصّت هذه المطربة شعرها مؤخرا، ما جعل نسرين تتأثر بها وتفعل مثلها، وقد وجدت الأمر ملائما خاصّة مع اقتراب الصيف، وارتفاع درجة الحرارة، وتقول لنا إنّ الفضل يعود إلى المطربة التي أعجبت بها، والتي أعطتها فكرة لم تخطر على بالها من قبل. ولا يقتصر قص الشعر في فصل الصيف على النسوة والفتيات فقط، بل حتى الذكور لهم رأيهم في الموضوع ويفضلون هم كذلك أن يقصوا شعرهم كلية، ولو أن البعض يتحفظ بشأنه خاصة الذين ألفوا قصة شعر معينة، إلاّ أنّ كثيرين هم من ينتظرون مقدم كل صيف ليحلقوا شعرهم، مثل نادر، الذي قال لنا إنّ الأمر عملي، خاصة وأنه موسم البحر والاصطياف، وحتى »الجال« الذي يضعه على شعره يجف بسرعة مع الحرارة، ما جعله يفضل قص شعره كاملا، والرأي نفسه وجدناه عند بوعلام والذي كان يخفي رأسه بقبعة صيفية، قال لنا إنه قص شعره بالكامل، ثم شعر كأن شكله صار غريبا فوضع القبعة حتى لا يراه الناس على تلك الحال، وأضاف بوعلام مازحا: »لأنها المرة الأولى التي أقص فيها شعري، فإنني شعرت بالحرج، لكنني لا بدّ سأعتاد على الأمر، وربما سأدع رأسي هكذا طيلة أيام السنة، لأنها عملية، فالشعر الطويل يضايق صاحبه في الصيف ويزيده حرارة، ثم إنه لا بد من التغيير، على الأقل مرة في السنة«. كما ارتأينا التحدث إلى فهيم، وهو صاحب محل حلاقة، قال لنا أغلب الأشخاص يفضلن حلق شعورهم خلال موسم الاصطياف، لأنهم، من جهة يحبون تغيير »اللوك«، وربما التشبه ببعض النجوم، خاصة لاعبي كرة القدم، والذين يحلقون رؤوسهم مع بداية كل منافسة كروية، أمّا البعض الآخر، يقول لنا فهيم، فإنهم يحبون قصّ شعرهم حتى لا يضايقهم خاصة مع ارتفاع الحرارة ومقدم الصيف.