سجلت ولاية الشلف تراجعا رهيبا في إقبال المواطنين على اقتناء السلع الصينية أو حتى محاولة التقرب منها والاستفسار عن ثمنها بالأماكن التي تعرض بها، وحتى المنتوجات الزاحفة من وراء البحر عرفت هي الأخرى تراجعا في الاقتناء من طرف المواطنين، في الوقت الذي عرفت فيه المنتوجات الوطنية انتعاشا كبيرا وأضحت تنافس حتى المنتوجات القادمة من أوروبا وبالخصوص من الدول الجنوبية كفرنسا أو اسبانيا أو حتى المنتوجات الأخرى القادمة من بعض الدول العربية التي عرفت رواجا في أسواقنا في السنوات الماضية وهي الآن في تناقص مستمر. وقد وقفنا على هذا الموضوع ببعض الأروقة بالمدن والشوارع الكبرى وببعض الأجنحة المعروفة بهذا النشاط في بعض الأسواق الأسبوعية الكبرى كسوق بوقادير، واد سلي والعطاف، حيث لاحظنا تراجعا في مبيعات السلع الصينية بمختلف أشكالها وأنواعها عكس ما كان عليه الحال في الوقت السابق، حيث كانت السلع الصينية تعرف رواجا كبيرا مؤثرة على باقي المنتوجات، إذ انتعشت مبيعات السلع الصينية في كل نقاط البيع بولاية الشلف خلال السنوات الماضية، أين كانت السلع والمنتوجات الصينية على رأس المبيعات بالأسواق وعرفت إقبالا واسعا للمواطنين من مختلف الشرائح نظرا لما كان يعرض من سلع متنوعة منها الإلكترونية والكهرومنزلية والمنتوجات النسيجية بكل أشكالها والأحذية وخاصة الأحذية الرياضية وكأن المواطن الجزائري وجد ضالته في كل ماهو قادم من الصين، خاصة وأن الأثمان جد مغرية وتنافسية وهو ما جعل المنتوجات الأخرى تتأثر بالسلب من حيث المبيعات في ظل التدفق الكبير لهذه السلع نحو الأسواق وتوفرها بشكل كاف مع محاسن مظهرها الخارجي، وأثرت هذه السلع حتى على المبيعات والملابس المستعملة التي كانت عادة ما تعرف بالأسواق الأسبوعية أو على رصيف الشوارع الكبرى إلا أن هذا الرواج أضحى يتلاشى، بحيث تعرف هذه السلع كسادا في الأسواق ونقاط البيع بفعل تحويل المواطنين وجهتهم نحو السلع والمنتوجات الوطنية التي أضحت تكسب بريقا لامعا خاصة في المنتوجات الكهروومنزلية والإلكترونية التي أضحى المواطن أو المشتري يفضله على غيره من المنتوجات الأخرى حتى ماهو قادم من أوروبا، وحين استفسرنا في الأمر مع المواطنين الذين يفضلون المنتوج المحلي تبين أن المنتوج الجزائري خاصة السلع الكهرومنزلية تتميز بالجودة العالية، ناهيك عن الاستعمالات العادية وغير المعقدة في الأجهزة، إضافة إلى التنافس في الأسعار، فإذا كانت مدفأة عادية من صنع جزائري تباع ب14 ألف دينار وهو ثمن أقل بكثير من ثمن مدفأة مشابهة لها من صنع إيطاليا أو تركيا تباع ب26 ألف دينار أو جهاز تلفزيون وحتى الأواني المنزلية وصناعة الزجاج والفخار فالجزائر قطعت أشواطا كبيرة نحو الأمام، ونفس الأمر ينطبق تقريبا على النسيج والملابس والذي أضحى اهتمام كل الفئات تحول وجهتها نحو النسيج الجزائري لما يتمتع من جودة وسعره التنافسي عكس النسيج القادم من أوروبا أو من المشرق العربي الذي قل شأنه في الوقت الذي كانت تعاني فيه المنتوجات الجزائرية من كساد، ولعل دخول المنتوجات الوطنية سوق التنافس وتفوقها على المنتوجات الأجنبية بالأسواق المحلية يكسبها دعما كبيرا ويجعلها تنافس المنتوجات الأجنبية بالأسواق الخارجية مستقبلا، وإذا تحققت المعركة يمكن فتح مجال أوسع للتصدير الذي يعطي فرصا كبيرة للتشغيل، وإذا كان وقوفنا على هذا الموضوع بأسواق الشلف فإن ذلك ماهو إلا عينة فقط من أسواق الوطن، وإذا كانت منتوجات الجزائر تفرض أو قد فرضت هيمنتها في الخارج خير دليل وتبين مدى مصداقية المنتوج الوطني وجودته على عكس ما كان رائجا إلى وقت قريب.