تشهد الأسواق العاصمية بما فيها الشرعية وغير الشرعية المعروفة بالفوضوية عشية حلول شهررمضان الكريم انتعاشا كبيرا وإقبالا واسعا منقطع النظيرمن قبل المواطنين بمختلف الأجناس والأعمار والطبقات الاجتماعية والمستويات الثقافية. حيث وككل سنة مثلما تعودنا عليه تعيش الأسواق الواقعة على مستوى بلديات ولاية الجزائر العاصمة على غرار نظيراتها بالولايات الأخرى للوطن عشية دخول شهر رمضان المعظم حركة كثيفة وواسعة نتيجة إقبال عدد هائل من الزبائن عليها من أجل اقتناء مختلف المنتجات والحاجيات الخاصة بهذا الشهر الفضيل. وبدورهم يتفنن باعة الأسواق القانونية والفوضوية في عرض جملة من السلع على اختلاف أنواعها وأشكالها وألوانها بدءا من المنتجات الأولية ذات الاستهلاك الواسع سواء في رمضان وغير هذا الشهر الفضيل إلى عرض الأواني المنزلية، حيث تفضل العائلات الجزائرية تجديد أوانيها خلال كل شهر رمضان، بالإضافة إلى اقتناء مختلف المستلزمات والضروريات الخاصة بهذا الشهر. ارتفاع جنوني في أسعار الخضر والفواكه بهذا الصدد وفي جولة ميدانية قادتنا إلى بعض الأسواق المتواجدة على مستوى الولاية، كسوق ''ساحة الشهداء'' و ''زوج عيون'' وسوق ''علي ملاح'' سوق ''ميسوني'' ..الخ، سجلنا ارتفاع أسعارمعظم السلع المعروضة وبالأخص ذات الاستهلاك الواسع، حيث ارتفع سعرالبطاطا إلى 450 و 50 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كان سعرها لا يتجاوز 25 دج عبر كافة الأسواق العاصمية مع بداية شهرجويلية المنصرم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار كل من الجزر إلى 50 دج، الطماطم 30 دج، الخس والذي بلغ 60 دج للكيلوغرام، والثوم ب600 دج للكيلوغرام، الشمندر ب50 دج للكلغ، البصل ما بين 25 إلى 30 دج، الخيار ب30 دج للكلغ.وبالرغم من استياء وانزعاج جل المواطنين لهذه الزيادات غير المبررة في وقت أكدت فيه وزارة الفلاحة ومديرياتها في أكثر من مرة وفرة المنتوج وضبط الأسعار غير أن هذا لم يحدث لغياب الرقابة القانونية ما جعل التاجر المتحكم رقم ''''01 في أسعار السلع مع حلول شهررمضان من كل سنة وكل مناسبة استثنائية، ومع كل هذه الزيادات وجد المواطن البسيط نفسه مجبرا على اقتناء هذه المنتجات وغيرها لاستغلالها خلال أيام الشهر الفضيل، حسب ما صرحت به إحدى السيدات التي وجدناها بسوق ''علي ملاح''، حيث قالت ''الله غالب لازم نشري الخضر واللحم في شهر رمضان حتى وإن كانت غالية، فسيدنا رمضان يجي من العام للعام'' ونفس الحديث تلفظت به مجموعة النسوة ممن تحدثنا معهن. إقبال على اقتناء اللحوم الحمراء والبيضاء رغم ارتفاع ثمنها على صعيد ذي صلة عرفت أسعار اللحوم بمختلف أنواعها البيضاء والحمراء ارتفاعا مذهلا، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من لحم البقر الطازج 850 دينار واللحم المجمد ما بين 550 إلى 600 دج للكيلوغرام، بالإضافة إلى ارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء التي تراوح سعرها مابين 300 إلى 360 دينار للكيلوغرام، ولحم الديك الرومي تجاوز 900 دج، إلى جانب زيادات في أسعار السمك بمختلف أصنافه وأنواعه، إذ وصل سعر السردين بسوق علي ملاح إلى 250 دج، ويرتفع السعر من نوع إلى آخر، فالسمك ليس كالجنبري وباقي الأصناف الأخرى. وعلى الرغم من الزيادات في أسعار السلع والمواد الاستهلاكية، غير أن ذلك لم يمنع المواطنين من التوافد وبأعداد كبيرة إلى الأسواق الواقعة على مستوى بلديات ولاية الجزائر العاصمة لاقتناء مستلزمات الشهر الفضيل، هذا الأخير الذي يستغله التجار بكل معنى الكلمة للجشع والطمع ونهب جيوب المواطنين بدل كسب الحسنات بالتبرع والتصدق والبيع في حدود مايسمح به الشرع والقانون.