مليون ونصف مكيف استورد السنة الجارية * * شقّت المكيفات الهوائية التي تنعش المتصبب عرقا طريقها وسط العائلات الجزائرية التي لم تعد ترضى عنها بديلا لمواجهة حرارة فصل الصيف اللافحة، وما زاد من إقبالها على هذه التكنولوجيا أن أسعارها، هذه السنة، في متناول معظمها باعتبار أن الجزء الأكبر من هذه المكيفات مقلدة. * جولة قصيرة في الحميز بالعاصمة جعلتنا نتأكد من حجم الإقبال على اقتناء المكيفات الهوائية، حيث أجمع التجار هناك أن المواطنين العاديين أكثر الفئات التي يتعاملون معها، كما أن جلّ الزبائن الوافدين إليهم يأتون خصيصا للاستفسار عن ثمن ونوعية المكيفات الهوائية التي يتراوح ثمنها ما بين 10 آلاف دج إلى 30 ألف دج، حسب النوعية والطاقة التي تتراوح هي الأخرى بين 7 آلاف و36 ألف "BTU". * * السلع المقلدة تغرق السوق وتراجع في الاستيراد * * تغرق المكيفات الهوائية المقلّدة السوق الجزائرية، حيث تبيع المواقف التجارية غير الرسمية علامات مقلدة يأتي غالبها من الصين بأسعار أقل بكثير، وهو ما أدى إلى الاستخدام الواسع لها، وموازاة مع ذلك سعت العديد من العلامات التجارية إلى توجيه إعلاناتها إلى الزبائن من أجل تحذيرهم ممّا يروج في السوق على أنه علامات أصلية تفاديا لأي إضرار بسمعة المنتوج. وأغلب ما يعرض في السوق الجزائرية -حسب تصريحات العديد من التجار- هي مكيّفات قِطعها قادمة من الصين وتركيبها يتم في بعض ولايات الوطن وهي أيضا المكيفات نفسها المطلوبة بكثرة من قبل الزبائن لتفادي الإجراءات المعقدة التي قد تطرحها مسألة الضمان المحددة في الغالب بمدة عامين. * وما يجهله أغلب المتهافتين على المكيفات المقلّدة ما قد تسببه لمستعمليها من مشاكل صحية، حيث أن هذه المنتوجات لا تخضع للمقاييس المعروفة وليست لها ضمانات، وفضلا عن ذلك، تستهلك الطاقة الكهربائية بشكل مفرط وتضر بالبيئة، حسب العديد من المختصين في هذا المجال. * وعلى النقيض من ذلك، سجّلت الواردات من أجهزة التكييف من مختلف الدول -حسب إحصائيات للمركز الوطني للعلام والإحصائيات للجمارك- تراجعا، فبعد أن كانت في 2006 تقارب 4.376433 عرفت تراجعا طفيفا في السنة الفارطة لتناهز 4.159.928، والتراجع الحقيقي كان خلال السداسي الأول من السنة الجارية أين بلغ العدد 1.577.067، وهو ما قد يفسّر بالإقبال على المنتوج المحلي الأقل تكلفة مقارنة مع ما يتم استيراده، وتشير إحصائيات أخرى إلى أن ما يقارب 200 ألف مكيف هواء قد تم تنصيبها في العام الحالي. * * المكيّفات تضع سونلغاز أمام أصعب موسم صيف لها * الجزائر سجّلت نسبة قياسية في استهلاك الكهرباء حسب بيانات صدرت عن سونلغاز، وقد بلغ الطلب الوطني على الطاقة الكهربائية في الخامس جويلية الفارط 6166 ميغاواط، ما يعادل ارتفاعا بنسبة 10.2 % مقارنة بنفس اليوم من العام الفارط، وقد ذكرت الشركة أن قوة الطلب على الكهرباء زادت بما يعادل تزويد ثلاث مدن جديدة من حجم الجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة ذات الكثافة السكانية والصناعية الكبيرة، كما أوضحت أن بلوغ ذروة الاستهلاك يرجع إلى ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي الاستعمال المتواصل والمتزايد لأجهزة التكييف والتبريد، وقد سبق تسجيل الذروة مرتين في شهر جوان منذ بداية موسم صيف 2008 الذي يبدو أنه عرف انطلاقة صعبة بالنسبة لسونلغاز التي أوضحت مصادر من محيطها أن المحولات الكهربائية الموضوعة بالأحياء مبرمجة على استهلاك محدد يخضع لما هو مطلوب في الأيام العادية لكن في بعض الأحيان يفوق ذلك بكثير، ما يجعل النظام الذي تعمل به الشبكة يتوقف بصفة آلية ولولا هذا النظام لوقعت الكارثة فالاستهلاك الكبير للكهرباء قد يؤدي إلى اشتعال النار أو حوادث مميتة. وبلغ استهلاك الطاقة الكهربائية مستويات قياسية، حيث أدى ذلك إلى إعاقة شبكات التوزيع التي أثرت في 30 ألف زبون. وعاش هؤلاء انقطاعات في الكهرباء أثّرت أساسا في الجزائر العاصمة حيث يقيم أغلب المستهلكين للطاقة.