دأب التجار على الرفع من أسعار بعض المواد الغذائية التي يكثر عليها الإقبال في فصل الشتاء على غرار الحبوب التي ألفت الأسر الجزائرية على انتقائها كأطباق ساخنة في فترة البرد وتساقط الأمطار، ما راح إليه أغلب التجار في هذه الفترة بحيث راحوا إلى إلهاب أسعارها ووصلت إلى حدود 180 دينار للكيلوغرام الواحد وتنخفض أحيانا إلى سعر 160 دينار، واشتكت العائلات محدودة الدخل والتي تعتمد في غذائها على أطباق البقول من الارتفاع الذي مس مادتي العدس والفاصولياء في هذه الأيام مما منعها من اقتنائهما وهي على تلك الوتيرة من الأسعار· اصطدم الكل بالارتفاع الذي مس الحبوب باعتبارها مادة أساسية في أغلب الأسر الجزائرية تزامنا مع فترة الشتاء، إلا أن ارتفاع وتيرة أسعار البقول لم يمكن الأسر من اقتنائها والتزود بها كأطباق رئيسية في فترة الشتاء، الأمر الذي أدى بهم إلى الميول إلى المعجنات التي حلت محل البقول· وفي جولة لنا عبر بعض المتاجر التي اختصت في عرض المواد الغذائية لفت انتباهنا ذلك الارتفاع الذي مس الحبوب على غرار الفاصولياء والعدس وحتى الحمص لم تسلم من الارتفاع، وكان سعر كافة الأنواع لا ينزل عن 150 دينار فيما ترتفع الأنواع الجيدة إلى 180 دينار· وبيّن أغلب الزبائن سخطهم عن الوتيرة المرتفعة التي تشهدها الأسعار، والتي لا تتوافق البتة مع مقدورهم المادي خاصة وأن أغلب الأسر تعتمد على تلك الحبوب لتحضير الحساء الساخن تزامنا مع فترة البرد والشتاء وعن هذا قالت السيدة أنيسة إنها بالفعل لم تتجاوب مع الأسعار الملتهبة التي أعلنها التجار في هذه الأيام بالنسبة للبقول بعد أن تيقنوا الاعتماد الكلي عليها من طرف الأسر في هذه الأيام· نفس ما راحت إليه سيدة أخرى والتي قالت إن التجار باتوا يتحينون المناسبات من أجل إعلان جشعهم على المواطنين ما يفسره رفع أسعار الحبوب التي وصلت إلى مستويات قياسية في هذه الأيام، بما لا يتوافق مع قدرتنا الشرائية مما جعل الكل يميل إلى المعجنات في ظل الالتهاب الذي تشهده أسعار الخضر والفواكه فإما المعجنات أو الجوع كون أن اللحوم بنوعيها لا يمكننا مجرد التفكير فيهما بسبب الغلاء الذي تشهده تلك المواد· اقتربنا من أحد التجار فقال إنه بالفعل الحبوب شهدت ارتفاعا طفيفا على غير ما كانت تشهده في السابق وقال إن ذلك هو كنتيجة حتمية لانخفاض العرض وارتفاع الطلب في فترة الشتاء بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها من طرف المواطنين الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كافة الأنواع في أسواق الجملة مما أجبرنا على رفعها بسوق التجزئة لكي لا نتكبد الخسارة وختم بالقول إنها فترة وتمر وستعود الأسعار إلى سابق عهدها وربما أقل مما كانت عليه·